هدفت الدراسة إلى تقييم دور المدن الجامعية في الاستجابة لمتطلبات التنمية المستدامة من خلال التعرف على درجة توجه إدارة المدن الجامعية نحو التنمية المستدامة، وقياس وعي إدارة المدن الجامعية بمفهوم التنمية المستدامة، واستکشاف دور أصحاب المصالح (الموظفون، والموردون، والسلطات الحکومية) نحو التنمية المستدامة، وتحديد مدى قيام المدن الجامعية بتطبيق الأبعاد الإقتصادية، والإجتماعية، والبيئية في ممارساتها التشغيلية، وأخيرا تم صياغة التحديات والعقبات التي تواجه المدن الجامعية في سبيل تحقيقها لمتطلبات الاستدامة. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، حيث تم تصميم استبانة تحتوي علي 53 سؤال للتحقق من فروض البحث، وتم توزيعها على 180 موظفا في ست من المدن الجامعية (جامعة مدينة السادات، جامعة المنوفية،  جامعة طنطا، جامعة المنصورة، جامعة کفر الشيخ، فرع جامعة الأزهر بالأسکندرية). وکان عدد الاستبانات المستردة والصالحة  105 استبانة (53,33%). وأظهرت النتائج أن إدارة المدن الجامعية ليس لديها الوعي الکافي عن مفهوم الاستدامة، ولا تمتلک نظرة واضحة عن ما تمثله التنمية المستدامة، ومتطلبات تطبيق أبعادها في الممارسات التشغيلية، إضافة إلى أن السلطات الحکومية لا تقوم بدور واضح من خلال التشريعات والقوانين في حث وتوجيه المدن الجامعية نحو تبني تطبييق متطلبات الاستدامة في ممارساتها التشغيلية، ولهذا فهي لا تمتلک استرايجية ممنهجه ورؤية بعيدة المدى حول هذا الموضوع، وقد تعود هذه السلوکيات حسب ما توصلت إليه الدراسة إلى مجموعة من الصعوبات والعقبات التي تواجه إدارة المدن الجامعية متمثلة بالأساس في الصعوبات المالية، والصعوبات المعرفية والتقنية، وأظهرت عينة الدراسة اهتماماً واستجابة إلي حد ما بمتطلبات الأداء الإقتصادي للتنمية المستدامة في الممارسات التشغيلية علي عکس القصور الشديد الواضح فيما يخص ممارسات الأداء الإجتماعي والأداء البيئي. وأخيرا تم التوصل إلي إطار مقترح وتقديم مجموعة من التوصيات للنهوض بمتطلبات التنمية المستدامة في الممارسات التشغيلية للمدن الجامعية.