هناک کثير من المصادر التي أعطت فکرة واضحة عن الطب في مصرالقديمة، وأهمها: البقايا البشرية والمومياوات، کذلک ما دوَّن من نقوش على جدران المعابد؛ ولکن يبقى المصدرالرئيسي والأهم وهو: "البرديات الطبية".
وتصف هذه البرديات عظمة الفراعنة في الطب وتفوقهم في تشخيص الأمراض، ووصف العلاج، وتنوعت هذه البرديات وتعددت واشتملت على ذکر الأمراض التي يتعرض لها المصري القديم، وکيفية علاجها وطرق الوقاية منها، ولهذه البرديات خصائص وملامح مميزة تتمثل في ملامحها المادية والببليوجرافية؛ الأمر الذي دعا إلى ضرورة دراسة هذه البرديات من منظور علم الکوديکولوجيا وهو العلم الذي يدرس کل ما له علاقة بالملامح المادية والببليوجرافية بالمخطوطات، أو البرديات من حيث: تحديد عناوين البرديات، وموضوعاتها، وکذلک تناول الترقيم والتسطير في البرديات، وتناول الجوانب الشکلية من حيث الألوان والأحبار المستخدمة، فضلًا عن تناول الرسوم والأشکال التوضيحية في تلک البرديات، وتناول الهوامش والتسطير، کل ذلک من الأمور والعناصر التي يهتم بها علم الکوديکولوجيا وتسعى هذه الدراسة إلى توضيحها وتناولها، وقد توصلت الدراسة لعدة نتائج منها: تأتي بردية "إدوين سميث" في المرتبة الثانية بعد بردية "إيبرس" من حيث الطول، وقد کتبت بالخط الهيراطيقي وتحتوي على 17 صفحة، کما وجدت أغلب البرديات الطبية بحالة جيدة من حيث شکل البردية ومظهرها الخارجى، عدا بردية "کارلسبرج" التي وجدت بحالة سيئة حيث مثلت مجموعة من القصاصات الممزقة، کما اشتملت بردية "إيبرس" على 108 أعمدة، بينما بردية "هرست" على 18 عمودا، وبذلک تُعد أکثر البرديات من حيث عدد العواميد ، وتکون کل عمود من 20 -22 سطرا بالبردية.