تهدف الدراسة إلى تحليل الإسهامات الفکرية العربية في مجال اقتصاد المعرفة من أجل التعرف على خصائصها، وأبرز النماذج العربية، واکتشاف العوائق وسبل التغلب عليها. وتعتمد الدراسة على المنهج الوصفى التحليلي، وتقوم على استقراء وفحص النتاج الفکريالعربيفي المجال. وقد تم حصر 189 دراسة نشرت في الفترة من 1985 حتى 2017 على هيئة دراسات ومقالات دوريات (59%) وأوراق مؤتمرات (21.6%) وکتب ودراسات منفردة (14.7%) ورسائل جامعية (4.7%)، ورغم أن الرصيد يتوزع على 17 دولة عربية إلا أن ثلاث دول استأثرت بمعظم النتاج هي مصر والجزائر والأردن. وقد تبين أنه رغم أهمية منظومة الإبداع والابتکار في بناء اقتصاد المعرفة إلا أن الإسهام في هذا القطاع محدود للغاية، کما تبين أن الاستثمار في البشر (رأس المال الفکري) هو المحور الرئيس للولوج إلى اقتصاد المعرفة وهو ما ينطبق أيضا على استغلال تکنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ويظهر مؤشر التنافسية العالمية للعام 2016/2017 أن هناک 14 دولة عربية وردت في المؤشر من ضمن 138 دولة، وقد احتلت الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى بين الدول العربية (16) على المستوى العالمي وتلتها دول الخليج العربي الأخرى عدا سلطنة عمان التي تقدمت عليها الأردن. وبالتالى تعد منطقة الخليج العربيهي الأولى فيما يتعلق بالتوجه نحو اقتصاد المعرفة. ويتطلب الأمر ضرورة أن تسرع البلاد العربية في التوجه نحو التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة من منطلق أن التعليم الحقيقى هو مفتاح النجاح والتقدم في بناء رأس المال الفکري، کذلک من الضرورى وضع نظام متطور للإبداع والابتکار والاهتمام بإنشاء بنية تحتية قوية لاقتصاد المعرفة، والعناية بتدريس مقررات عن الاقتصاد المعرفيفي الأقسام الأکاديمية المختصة بالجامعات، وإمکان تشکيل کتلة اقتصادية عربية تکون قادرة على تنمية المجتمعات العربية اعتمادًا على خطط استراتيجية جيدة، ومن الضرورى إعادة النظر في الکفاءات المطلوبة لاختصاصيى المعلومات والمعرفة للعمل بکفاءة في بيئة الاقتصاد المعرفي.