اندفعت العديد من دول العالم الى زيادة الاحتياطيات الأجنبية لدوافع تجارية وتحوطية -خاصة بعد الأزمات المالية والاقتصادية العديدة التي تعرض لها الاقتصاد العالمي-على الرغم من صعوبة ادارة تلک الاحتياطيات، لأنها تؤثر بشکل مباشر على العديد من الأهداف الاقتصادية الکلية ويعد النمو الاقتصادي من أهم تلک الأهداف التي تسعى لها دول العالم. وتتباين آراء الاقتصاديين بشأن أثر الاحتياطي الأجنبي المتراکم على النمو الاقتصادي، بسبب وجود قنوات عديدة تنقل أثر الاحتياطي الأجنبي المتراکم الى النمو الاقتصادي وهي سعر الصرف، الاستثمار، الصادرات، التضخم، والائتمان. ويرى البعض أن الاحتياطي الأجنبي المتراکم يمکن أن يحفز النمو الاقتصادي، بينما يرى آخرون أن هذا الاحتياطي المتراکم عائق للنمو الاقتصادي وعلى جانب آخر يرى آخرون أن تلک العلاقة غير معنوية. وهکذا يهدف البحث الحالي الى معرفة هل يحفز الاحتياطي الأجنبي المتراکم النمو الاقتصادي في المملکة العربية السعودية في الأجل الطويل؟، حيث تعد الدراسات التطبيقية محدودة ومتناقضة في نتائجها في إطار تلک المشکلة. لقد اعتمد الباحث على نموذج کلي ديناميکي يطبق على المملکة العربية السعودية للفترة 1978-2017 ويتضمن قنوات التأثير المختلفة للاحتياطي على النمو الاقتصادي وتقديره باستخدام الانحدار الذاتي واختبار سببية کرانجر لتحديد اتجاه السببية بين المتغيرات المختلفة. ولقد أکدت النتائج على أن الاحتياطي الأجنبي المتراکم لا يحفز النمو الاقتصادي، مما يستوجب ضرورة إعادة النظر في ادارة الاحتياطي الأجنبي.