شهدت الأسواق المالية العالمية ومنها سوق الصرف الأجنبي تقلبات کبيرة خلال العقود الأخيرة، أسهمت في زيادة تعرض الشرکات دولية النشاط ومنها شرکات التأمين للعديد من الأخطار الناشئة عن التقلبات غير المتوقعة في أسعار الصرف، والتي بدورها تؤدي إلى تقلبات في القيمة الحالية للتدفقات النقدية المتوقعة في المستقبل، وتؤثر على بعض أنشطة شرکات التأمين، مثل نشاط إعادة التأمين، کما قد يصاحب التغير في سعر الصرف زيادة في معدلات التضخم والتي بدورها تؤثر على قيم الأصول المؤمن عليها، وعلى حجم الإلغاءات والتصفية بشرکات التأمين .  وتزداد أهمية مواجهة أخطار تقلبات أسعار الصرف بالنسبة لشرکات التأمين، خاصة  في ظل الوضع الاقتصادي الراهن المفعم بالتقلبات  المالية والنقدية. واتجاه الدولة نحو طرح جزء من شرکات التأمين الحکومية في البورصة، وعند ذلک سوف تتأثر القيمة الحقيقية للأسهم وعوائدها المتوقعة بتغير أسعار الصرف. مما يستوجب  تطبيق آليات حديثة  لمواجهة أخطار تغير سعر الصرف.وهدفت الدراسة إلى قياس وتحليل أخطار تغير سعر الصرف وأثره على شرکات التأمين . وتحديد أهــــــم الآليات التي يمکن تطبيقها  لمواجهة هذه الأخطار، وذلک من خلال استخدام العديد من التقنيات الحــــــــديثة للمشتقات المالية، کالعقود الآجلة و العاجلة لسعر الصرف والعقود المستقبلية للعملة وعقود المبادلات وخيارات الصرف. وتوصل البحث للعديد من النتائج أهمها: يوجد تأثير لتغير سعر الصرف على شرکات التأمين في عدة أوجه أهمها : قيم الأصول المؤمن عليها ومعدلات التصفية والإلغاءات وحدود الاحتفاظ  وعمليات إعادة التأمين. يعد استخدام عقود الخيارات بأنواعها المختلفة أحد الأدوات الفاعلة ، والتي لها  تأثيرها الإيجابي للتحوط من مخاطر تغير سعر الصرف على شرکات التأمين.              وأوصى الباحث بضرورة استخدام عقود الخيارات بأنواعها المختلفة، ومشتقات العملة  للتحوط من مخاطر تغير سعر الصرف على شرکات التأمين . وإدراج شرط إعادة التقييم في اتفاقيات إعادة التأمين، والذي بمقتضاه يتم تعديل حدود الاحتفاظ والحدود القصوى للمسؤولية تلقائياً . مع وضرورة استحداث إدارة بالشرکات دولية النشاط تتولى متابعة و تسيير تطورات الصرف وما يتبعها من مخاطر، ووضع الاستراتيجيات  الکفيلة بتجنبها  أو الحد منها .