إتجهت منظمات الأعمال حديثاً إلى تبني العديد من المفاهيم والممارسات التي تمکنها من مواجهة المنافسة المتزايدة خلال العقدين الأخيرين، ومن أهم هذه الممارسات والمفاهيم مفهوم إدارة سلسلة التوريد.Supply Chain Management (SCM) .وتُعرف إدارة سلسلة التوريد تقليدياً بأنها علم وفن إحداث التکامل بين تدفقات المنتجات والمعلومات والأموال خلال مجموعة من الأطراف التي تأخذ شکل علاقات بين الموردين والمشترين وصولاً إلى المستهلک النهائي (Coyle J; Lan-gley C.; Novack R. and Gibson B, 20-12). وتلعب تکنولوجيا المعلومات دور أساسي في إحداث التکامل بين العمليات اللوچستية التي تحدث بين أطراف سلسلة التوريد حيث إن الإستخدام المتوافق لتکنولوجيا المعلومات يؤدي إلى زيادة التعاون والتنسيق بين أطراف سلسلة التوريد al.,2011) et (Biniazi وترجع أهمية إحداث التکامل في العلاقة بين البائع والمشتري داخل سلسلة التوريد إلى أفکار مايکل بورتر عندما قدم نموذج سلسلة القيمة الذي أکد من خلاله على أهمية إحداث التکامل بين عمليات الأعمال عبر سلسلة من الأنشطة اللوچستية داخل سلسلة التوريد.(Porter, 1985) .إن إحداث تلک التکامل والتعاون بين الموردين والمصنعين والموزعين داخلسلسلة التوريد سيؤدي إلى تحسين أداء المنظمات. (Petersen et al., 2005; Cai et al., 20-06; Skipworth et al., 2015; Kaliani et al., 2016). ومن مراجعة الأدبيات البحثية في مجال إدارة سلسلة التوريد، إتضح للباحث زيادة إهتمام الباحثين والممارسين بموضوع إحداث التکامل والتوافق بين أطراف سلسلة التوريد من خلال تبني وتطوير نظم تکنولوجيا المعلومات القادرة على إحداث هذا التکامل بين الأطراف والعمليات، بما يساعد هذه المنظمات والأطراف على سرعة الإستجابة وتحسين عملية إتخاذ القرار وتحقيق نجاحات مالية وإستراتيجية في الأسواق خاصة الأسواق العالمية. ونظراً للأهمية المتزايدة لتکنولوجيا المعلومات داخل سلسلة التوريد، فقد وصفها بعض الکُتاب والباحثين بأنها أصبحت العمود الفقري لبناء وإدارة سلسلة التوريد.(Chen and Wolfe, 2011; Grover & Malhotra, 1997; Deraman et al., 2012)  ونظراً لهذه الأهمية المتزايدة لتکنولوجيا المعلومات داخل سلسلة التوريد ودورها الهام في خلق وإحداث التکامل بين أطراف أو شرکاء سلسلة التوريد فسوف يرکز البحث على دراسة دور قدرات تکنولوجيا المعلومات في إحداث التکامل بين أطراف سلسلة التوريد والتي يشار إليها في بعض الأدبيات باسم علاقة المورد والمشتريBuyer –Supplier Relationships ,حيث إن سلسلة التوريد تتکون من مجموعة الاطراف توصف بأنها علاقة توريد وشراء حتى المستهلک النهائي ومن ثم فهم هذا التأثير على تحسين أداء المنظمة التي تعتمد على بناء تلک العلاقة الإستراتيجية مع مورديها ومشتريها. (Paulraj & Chen, 2007; Sanders, 2005; Vickery, et al, 2010; Wong, et al, 20-11; Thun, 2010) وقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود تأثير إيجابي ومباشر  لقدرات تکنولوجيا المعلومات على مرونة أداء المنظمة من خلال إحداث تکامل في الأنشطة اللوچستية، (Ghosh et al., 2014; Trivedi &Kaushik, 2014; Skipworth et al., 2015; Singhry, 2015 and Pati et al., 20 مما سبق يمکن القول بأن هذا البحث يسعى إلى التعرف على تأثير قدرات تکنولوجيا المعلومات على إحداث التکامل في علاقات سلسلة التوريد، سواء التکامل الداخلي أو الخارجي مع الموردين والعملاء، وتوضيح دور هذه العلاقة في تحسين أداء المنظمات وذلک في ظل الاهتمام المتزايد بتنمية علاقات إستراتيجية بين أطراف سلسلة التوريد، وکذلک الإهتمام المتزايد بتحقيق التوافق في أنظمة المعلومات داخل سلسلة التوريد.