إنطلاقاً من حتمية الإستفادة من الموقع الجغرافي الفريد لمصر ووجود قناة السويس ، يتعرض هذا البحث لصياغة رؤية مستقبلية تقوم على إستطلاع إمکانية تأسيس مجمع لصناعة تفکيک السفن والحديد والصلب في منطقة شمال غرب خليج السويس ، فهذا الموقع المقترح يطل على الممرات الملاحية الإستراتيجية التي تعبرها سفن الأسطول التجاري البحري العالمي العابرة من وإلى قناة السويس ، والتي يتم سنوياً إخراج العديد منها من الخدمة للتقادم أو الإحلال أو غيرها من الإعتبارات الإقتصادية والفنية ، حيث تبين الدراسات والإحصاءات في هذا الشأن أن السفن المخرجة من الخدمة تعد أحد المصادر الرئيسية للحديد المخرد المستخدم في صناعة الحديد والصلب ، والتي تعتمد عليها العديد من الدول مثل الصين والهند وباکستان وبنجلاديش وترکيا في تلبية إحتياجات صناعة الحديد والصلب بها من الحديد المخرد ، وکذلک في کون هذه الصناعات تعد کثيفة إستخدام عنصر العمل ، فضلاً عما تتيحه من إيجاد مصادر للدخل والتوظف ، ومن ثم يمکن لمثل ذلک المشروع أن يحقق إسهامات فاعلة للإقتصاد المصري ، إعتماداً على التکامل الدائري الممکن تحققه بين صناعة تفکيک السفن وصناعة الحديد والصلب ، وفي مرحلة لاحقة من المخطط الإستراتيجي لذلک المشروع إقامة صناعة بناء السفن ، فضلاً عما يمکن أن يتحقق من خلاله من تأسيس مجتمع حضري جديد وحديث ، يعد نواة عمرانية جديدة للتعمير في تلک المنطقة ، وقد تم الترکيز في ثنايا البحث على الضوابط البيئية الواجب مراعاتها بدقة وصرامة عند إنشاء المجمع المقترح حرصاً على سلامة العمالة والبيئة ، کذلک فقد تمت الإشارة إلى الأسس القانونية التي سيتم الإرتکاز عليها عند إقامة المجمع المقترح ولا سيما مايتعلق منها بصناعة تفکيک السفن والتي تندرج إقامة تسهيلاتها تحت قوانين الموانىء البحرية التخصصية ، وقد خلص البحث إلى أن مثل هذا المشروع يمکن له أن يحقق الأهداف الإقتصادية المرجوة منه ، مع مراعاة الإلتزام بالضوابط القانونية والبيئية والإعتبارات التنظيمية المختلفة .