من الطبيعى أن ينشأ مع بداية تطور النحو العربي  خلاف بين النحاة، وهذا بسبب ظهور المذهب البصرى والمذهب الکوفي، ونتيجة لهذا لخلاف ظهرت آراء، وأقوال تعالج الکثير من مسائل النحو، وإذا أمعنا النظر في الخلاف بين النحويين على اختلاف مدارسهم ومذاهبهم وجدناه خلافًا منهجيًّا يقوم على استعمال القياس الصحيح واستخدام السماع، والاهتمام بالرواية والنقل، وبهذا يکون الخلاف بين النحويين ذا طابع خاص له أصوله التي يمتاز بها عن غيره. فمن ثَمَّ تتضح أهمية الموضوع عن أن النحاة کانوا ينظرون إلى أسباب الترجيح على أنها أصول تقوم على مجموعة من الضوابط التي يستنبطها النحوي أو يفترضها قصد تَفَهُّم ما يمکن أن يسمى بنظام العربية، وتناسق عناصرها ، وکل ذلک بغض النظر عن کون ما يهتدى إليه النحوي منها هو ما يقصده الناطقون باللغة على السجية والطبع أم لا ،ومعنى هذا أن التعليل يمکن أن يعتبر جهازًا تفسيريًا يهدف إلى تحقيق نظرة شاملة إلى نظام اللغة، وکشف الغطاء عن منطقه الداخلى .