الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله الأمين، وعلى آله الملتزمين بنهجه وصحبه المقتدين بسنته والداعين لشريعته الغراء ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعـــــــد لا يزال الشعر العربى - خاصة الشعر فى العصر الجاهلى- ميدانًا واسعًا ،ومرتعًا خصبًا للدارسين فى کل زمان ومکان ،ولمَ لا ،وهو أحفوظة العرب ،وسجل آثارهم ومفاخرهم ،وقد تغنوا به ما وجدوا إلى ذلک سبيلا ،فعلا شأنه لديهم ،وعظم خطره بين ظهرانيهم ،وقد انصب الاهتمام بالشعر الجاهلى بصورة کبيرة على ما يرجع منه إلى زمان الاستشهاد ومکانه ،فهو الفيصل فى تدعيم قاعدة نحوية أو تقويضها ،وهذا لايعنى أن النحويين والصرفيين هم من اهتموا به ،فقد اهتم به قبلهم جُمَّاع اللغة ،وتعد قبيلة أسد واحدة من القبائل العربية التى أخذت اللغة الفصحى عنها ،واتکل عليها النحويون فى تقعيد القواعد النحوية ،فقبيلة أسد من القبائل المنتشرة فى أرجاء شاسعة من شبه الجزيرة العربية .