الحمد لله الذي فضلنا بالقرآن على الأمم أجمعين ، وآتانا به ما لم يؤت أحدًا من العالمين ، والصلاة والسلام على من کان خلقه القرآن ، ووصيته القرآن، وميراثه القرآن ، سيدنا محمد النبي العدنان .
فاللهم کما يسرت علينا حفظ القرآن وتذکره ، وحببت إلينا تلاوته وتدبره ، نسألک أن تجعلنا من خيار وارثيه ؛ الذين هم بهدايته مستمسکون ، والذين هم به يعملون ، والذين هم على حراسته قائمون ، والذين هم تحت رايته يبعثون ، في جند قائدنا الأعظم ، ورسولنا الأکرم سيدنا محمد .
أما بعد ،
فقد کانت عناية العلماء قديمًا بالقرآن الکريم - وخاصة قراءاته - عناية کبيرة، فمنهم من أفرد فيها التصانيف، ومنهم من ضمنها تصانيفه، ومن الصنف الثاني: الحسن بن محمد بن الحسن الصغاني (ت 650هـ) في کتابه (الشوارد أو ما تفرد به بعض أئمة اللغة) ، الذي قسمه إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: فيما قرئ في الشواذ من القراءات وعزو کل قراءة إلى من قرأ بها .
القسم الثاني: فيما تفرد به أبو عبدالرحمن يونس بن حبيب النحوي .
القسم الثالث: فيما تفرد به سهل بن محمد السجستاني .
القسم الرابع: من سائر کتب اللغة وشروح شوارد الأشعار