فمن المعلوم أنّ القرآن الکريم لا يخلق على کثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، وأن المتأمل نظمه يدهشه جماله ، ويزداد عجبه ؛ لما يرى فيه من إعجاز يخرج عن طاقة البشر ، وهناک جانب يُبْرِز هذا بصورة واضحة، ويجعل القارىء في حيرة من أمره لما يجده من عجائب ؛ هذا الجانب هو الجانب القصصي ، فإنّک ترى فيه فروقا في التعبير ، ودقة في التصوير ، وروعة في التأثير.
من هنا اتجهت إلي الجانب القصصي في الذکر الحکيم لأتعلم منه ، وأبرز شيئا من بلاغته ، وکنت کلما أقرأ قصة موسى والخضر ـ عليهما السلام ـ ، أقف أمامها متعجبا ، من دقة تعبيرها ، ولما أجده من مغايرة في اختيار ألفاظها ؛ من نحو قوله ـ تعالى ـ: ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﭼ ، ثم عدوله إلىﭽ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﭼ ، وقوله : ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﭼ ، ومخالفته إلىﭽﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ بزيادة " لک " ، وکيف تحولت القرية في قوله ـ تعالى ـﭽﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭼإلي مدينة في قوله: ﭽﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﭼوالمکان فيهما واحد ، ولِمَ أثبت التاء في الفعل"تستطيع" في قوله: ﭽﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ وحذفها في قوله: ﭽ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ، وماسرّ المخالفة في قول الخضر: ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼإلى ﭽ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﭼ وﭽﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ ، وغير ذلک الکثير مما حوته القصة المبارکة، لهذا وغيره اتجهت إلى دراسة نظم آيات هذه القصة المبارکة ، سائلا المولى ـ عزّ وجلّ ـ أن يرزقنا الصواب ، وأن يعصمنا من الزلل .