أجمعين ، وإمام المرسلين ، سيدنا محمد ، وعلى آله و صحبه ومن استن بسنته وسار على هديه إلي يوم الدين .
وبعد
فالدعاء ـ کما أخبرنا المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) ـ هو العبادة [1]. والأصل في الدعاء : الرغبة إلى الله تعالى وطلب الخير منه ، إلا أن الإنسان لتعجله ، وغضبه في بعض الأحيان ، قد يدعو بالشر على نفسه أو على من أحب ؛ لذلک قال الله تعالى: ﱡﭐﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱠ [2]
ولو تريث الإنسان ما دعا إلا بخير ، ولو قبل الله منه لهلک هو ، أو من أحب؛ لذلک قال الله تعالى : ﱡﭐﱺﱻﱼﱽﱾ ﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆ ﲇﲈﲉﲊﲋﲌﱠ [3]، ولکن من رحمة الله تعالى بنا أن يعجل لنا الخير دائما ، ويصرف عنا الشر برحمته وفضله.
وأساليب الدعاء بالخير کثيرة في اللغة العربية ؛ لذلک تعرض له العديد من الباحثين في مختلف النواحي العلمية بالبحث والدراسة ، ولم يقابلني فيما بحثت واطلعت بحوثا في الدعاء على الإنسان ؛ لذلک کانت فکرة هذا البحث : (أساليب العرب والأعراب في الدعاء على الإنسان دراسة في ضوء علم اللغة الاجتماعي).
وأطلقت هذا العنوان ؛ لأنني أردت أن يکون هذا البحث محاولة للربط بين تراثنا العربي الأصيل ، ومعطيات الدرس اللغوي الحديث ، کمحاولة متواضعة لخوض مجال علم اللغة التطبيقي الذي أرى أنه سوف يعود بالنفع على اللغة نفسها ، ثم على هذه الطرق من الدراسة الحديثة .
[1] ـ ينظر الحديث في سنن أبي داود ، تح / محمد محي الدين عبد الحميد ، باب الدعاء حديث رقم
( 1479 ) ج 1 ص 466 { دار الفکر } .
[2] ـ سورة الإسراء . آية 11
[3] ـ سورة يونس من آية 11