الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين: سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما کثيرا، ومن سار على دربهم، واتَّبع نهجهم إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فشرف هذا البحث، وقيمته نابع من تعلقه بأمور، منها:
ـ تعلقه بفاتحة الکتاب، وأم الکتاب، والسبع المثاني، والکتاب، والقرآن العظيم، والفرقان، والتنزيل... ([1]).
وهي سورة عظيمة من سور القرآن نقرؤها کل يوم سبع عشرة مرة في الصلوات الخمس المفروضة، قال صلى الله عليه وسلم: pلا صَلاةَ لِمَن لا يَقْرَأُ بِفَاتِحَة الکِتَابِi([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: pمَنْ صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الکِتَابِ فَهِيَ خدَاجٌ i ([3]).
وعن أبي سعيد بن المعلَّى ـ رضي الله عنه ـ قال: pکُنْتُ أُصَلِّي فِي المَسْجِدِ فَدَعَانِي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّم فَلم أُجِبْه، فقلت: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي کُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: أَلَمْ يَقُل اللهُ: ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاکُمْ لِمَا يُحْيِيکُمْ﴾([4])؟ ثمَّ قَالَ لِي: لأُعَلِّمَنَّکَ سُورَةً هِيَ أعظمُ السُّوَرِ فِي القُرآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ من المسجدِ، ثمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فلمَّا أرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَه: أَلَمْ تَقُلْ: لأُعَلِّمَنَّکَ سُورًةً هِيَ أَعْظَمُ سُورةٍ فِي القُرْآنِ؟، قَالَ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾([5]) هَي السَّبْعُ المَثَانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُه
([1]) هي من أسماء السورة الکريمة، ذکرها الإمام ابن فضال المجاشعي.
ينظر: النکت في القرآن:1/ 39.
([2]) صحيح البخاري: کتاب (بدء الوحي)، باب: (وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات کلها في الحضر والسفر وما يجهر فيها وما يخافت).
([3]) صحيح مسلم: (کتاب الصلاة)، باب: (وُجُوبِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ في کُلِّ رَکْعَةٍ وَأَنَّهُ إِذَا لَمْ يُحْسِنِ الْفَاتِحَةَ وَلاَ أَمْکَنَهُ تَعَلُّمُهَا قَرَأَ مَا تَيَسَّرَ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا).
([4]) سورة الأنفال، من الآية:/24.
([5]) سورة الفاتحة، الآية:/ 2.