يُعَدُّ القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي هو القرن الذي کتب فيه البريهي کتابه طبقات صلحاء اليمن والمعروف بتاريخ البريهي، وهو من أهم القرون في بلاد اليمن؛ حيث إنه شهد قمة ازدهارها في مختلف المجالات العلمية، حيث أرخ الکتاب المذکور لهذه الحياة، عن طريق ذکره لترجمات العلماء في هذه البلاد، وحديثه عن مؤسساتها العلمية، وما وُجد فيها من نشاط علمي وتعليمي على مختلف الأصعدة، وقد اشتملت هذه المؤسسات على عدد کبير من المدارس والمساجد والجوامع والأربطة والزوايا، وکانت نظم الدراسة داخل هذه المؤسسات التعليمية تعتمد على تعيين مجموعة من المدرسين والعلماء والمعيدين، وقد تعددت مواد الدراسة خلال هذه الفترة المهمة من تاريخ بلاد اليمن منها: علوم القراءات، والتفسير، والحديث، والفقه، والتصوف، وعلوم اللغة العربية وآدابها، وبعض العلوم العقلية مثل الطب، والحساب، والکيمياء، والفلک، وقد برع في هذه العلوم مجموعة من علماء بلاد اليمن، ومجموعة أخرى من العلماء الوافدين إلى تلک البلاد بهدف نشر العلم، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على مکانة النشاط العلمي الواسع الذي حظيت به بلاد اليمن خلال هذا القرن التاسع الهجري.