الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين: سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، ومن سار على دربهم، واتبع نهجهم إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا کثيرًا، أمَّا بعد:
فقد رأيت ألا تکون الکتابة عن رجل في مثل قامة العلامة الأستاذ الدکتور/ يوسف الجرشة ـ رحمه الله ـ قصصًا وأخبارًا، ورصدًا للسيرة والمسيرة، وإن کان هذا رائعًا وممتعًا ومفيدًا ونافعًا، بل حاولت أن تکون الکتابة بحثًا علميًّا ينشر وعيًا، ويبث فکرًا، ويعالج مشکلة، ويسد نقصًا، ويرصد ما لديه من ظواهر نحوية وتصريفية، فينبت من الحدث حديث، ويتولد من القصة درس وعبرة؛ لأنَّ في حياة هذا الشيخ وفي سيرته ومسيرته من الثراء والعطاء ما تقوم به الحجة على الأجيال وناشدي الخبرات والمجربين.
فعليک فضيلة العلامة الکبير من الله ملايين الرحمات، ولک منِّي ملايين الدعوات، وإليک هذا الجهد المتواضع، وقد حثني على المضي فيه ـ على ما لک في نفسي ونفوس إخواني من طلاب العلم من إجلال، وإعظام، وإکبار، وتقدير ...لا توافيه مثل هذه الکلمات ـ أمور، منها:
ـ کونه شاعرًا عالمًا باللغة، بصيرًا بنحوها وصرفها ودلالاتها وأصواتها، وصاحب ملکة لغوية قوية، وخبيرًا بأسرار العربية، وأدق تفاصيلها، وعلى وعيٍ بما بين القوم من خلافات نحويَّة وتصريفيَّة، وتعدد في الآراء بين المدارس ، ثم هو في الوقت نفسه لم يکن ينحاز لمدرسةٍ بعينها، بل يسير في الإطار النحوي الذي يضمن له توضيح ما لديه من