"الرد بالکتابة" جزء من عبارة تنسب للأديب والناقد "سلمان رشدي" يقصد بها محاولات الهامش الذي أخذ يرد بقوة الکتابة على المرکز المهيمن، في محاولة "الاستحواذ" على ما کان يملکه هذا المرکز من سلطة متنوعة ومرکبة، وهي الاستراتيجية الخطابية التي يعمد إليها اليهودي الشرقي باعتباره الهامش الذي يستخدم قوة الخطابات الرمزية للرد على المرکز الصهيوني المهيمن وتفکيک خطاباته الشمولية ونقده للأيديولوجيا التي يتبناها وإعادة النظر في مقولاتها. تتناول الدراسة سبل توظيف نصوص الشاعر الفلسطيني محمود درويش -سواء الشعرية أو النثرية- في الخطاب الشعري ليهود الشرق باعتباره شکلا من أشکال الآخرية المهمشة، من أجل التعبير عن أزمة الهوية الثقافية لدي اليهود الشرقيين خاصة بعد أن کرست الصهيونية لنفسها خطابا خاصا ونصوصا تاريخية توضح الأفضلية المطلقة للثقافة الغربية الأوروبية، مقابل تهميش أية هوية ثقافية أخرى، معتمدة في ذلک على نظريات الدرس التناصي، بجانب مقولات النظرية ما بعد الکولونيالية.