تتناول هذه الورقة البحثية دور الحکي، و بصورة خاصة حکي الحيوانات في القصص الخرافية، بوصفه وسيلة للنجاة، وذلک في أعمال کاتب الأطفال الألماني جيمس کروس المتوفى عام 1997، وذلک من خلال تحليل دور الحوار و مهام الحکي في قصة "العقاب و الحمامة" التي اعتمد الکاتب في تأليفها على الترکيب نفسه المستعمل في حکي القصص التراثية الشرقية؛ مثل: "ألف ليلة و ليلة" و"کليلة ودمنة" التي وصلت لأوروبا في بدايات العصر الحديث عن طريق ترجمات عدة کُتاب، ويعتمد هذا الترکيب في الحکي على إطار مبدئي للحکي تنبثق منه حکايات أخرى يرويها الحاکي نفسه، و يکون هدفها الأساسي نجاة الحاکي و بقاءه على قيد الحياة؛ ولذلک يعمد الحاکي إلى ربط القصص التي تُحکى بسلسلة من التعليقات والحکم التي تؤدي، من خلال تفاعل المستقبِل للحکاية، إلى قيام الحاکي بالتوضيح عن طريق البدء في حکاية أخرى تغوص إلى مستوى أعمق من الوعي من خلال تناولها لأحداث مشابهة، وتنتهي هذه السلسلة القصصية بانفراجة لأزمة الحاکي الرئيس الذي ينجو من عقوبة الموت من خلال أسلوبه الشيق والمتسلسل في الحکي.