کانت البّوابة التي دخلت بها الدراسة إلى الموضوع مهمّة لمعرفة شخصية جرير بن عطّية الخطفي، ولکشف مذهبه الشعري العفيف ليس إلاّ. وبعد معرفة محدّدات وملامح شخصّية جرير العفيف، وتوجيه بوصلة الدراسة نحو مواطن العفّة في شعر جرير الذي دارت معانيه، وتحّرکت حول مفهوم خلقيٍّ تمادح الناس به، وتهاجوا بضدّه. فکان لابد من التعريف المنهجي للدراسة، وکان ذلک في مبحث (منهج الدراسة)، والتعريف بالعفّة قيمة معرفية معنوية، من الوجهتين النظرية، والوظيفية؛ لمعرفة محدّدات الدراسة في تحريک البعد الوظيفي لها في استنطاق شعر العفّة، ليعّبر الشعر العفيف عن ذاته دون إسقاطات عليه من خارجه، فيما سمّيناه (تعالق العفّة، وقضايا الشعر).
وقد استأثر شعر الغزل بقضايا العفّة على غيره من قضايا الشعر الأخرى؛ نظراً لتمکّن العفّة من غزل جرير. بشهادة غزل جرير، وشهادات الناظرين في شعره الغزلي، مقارنة بشعر غيره في ذلک.