يدرس هذا البحث المظاهر اللغوية المميِّزة لخطاب الأقليات القومية، لا سيما تلک المظاهر اللغوية التي تعکس موقفًا خطابيًا يجد فيه مرسلو الخطاب أنفسهم مذبذبين بين ما تُمليه ثوابتهم القومية وموضوعاتها الخطابية الجوهرية وأساليب تمثيلها من جهة، وما تُحَتِّمه ضرورات واقعهم السياسي من جهة أخرى. وهو موقف مثله أصدق تمثيل الخطاب الکردي الناطق بالعربية حول استفتاء الانفصال عن العراق في 2017. والبحث ينتمي إلى مجال تحليل الخطاب الذي يدرس الرسالة اللغوية في سياق إنتاجها والروابط بين مکوناتها في مستوى يتجاوز مستوى الجملة، کما أنه يفيد من مفاهيم علم الدلالة الإدراکي الذي يبني بحوثه على العلاقة القائمة بين النظام الإدراکي الکامل لدى البشر والجوانب الدلالية المُتَضَمَّنَة في بنية اللغة. يرصد البحث ظلال التسمية التي يعين بها الکرد أنفسهم في العربية، وجوانب مفهوم "الشعب الکردي" الموظَّفة في النماذج المختارة من الخطاب الکردي وتوجيهاتها، کما يحلل الأساليب الخطابية في تمثيل الذات والآخر، ويخرج من هذا کله بتحديد أهم مَواطن التذبذب الخطابي الذي فرضه التنازع بين المکونين القومي والسياسي.