خلق الله تعالى الناس ذکورا وإناثا , قال تعالى " وأنه خلق الزوجين الذکر والأنثى من نطفة إذا تمنى" (النجم: 45), وبين حکم الذکور وحکم الإناث في کتابه الکريم, ولم يبين حکم شخص هو ذکر وأنثى, فعرفنا بذلک أنه لا يجتمع وصفان في ذکر واحد.
وجعل علامة التمييز عند الولادة, الآلة, إلى أن تتبين سائر العلامات بمضي الزمان, ولکن الفقهاء ذهبوا إلى أنه قد يقع الاشتباه عند الولادة من وجهين؛ أحدهما: بالمعارضة؛ بأن يوجد في المولود الآلتان جميعا, وهذا الذي يطلق عليه الخنثى غير المشکل, وثانيهما؛ أن تنعدم آلة التمييز أصلا, وهذا أبلغ جهات الاشتباه, وسمي بالخنثى المشکل.
وقد جاءت هذه الدراسة لبيان رأي الطب في مسألة الخنثى, حيث استطاع العلماء المتخصصون في هذا المجال ان يستخدموا التقنيات الطبية الحديثة لإزالة الإشکال في کثير من الحالات التي کان يطلق عليها سابا عند الفقهاء (الخنثى المشکل), فأصبحت معلومة جنسها, بتثبيتها وتصحيحها, إما للذکر وإما للأنثى, وهي ليست شديدة الندرة, حيث يقدر وجودها بنسبة حالة واحدة من کل خمسة وعشرين ألف حالة ولادة.
وقد عرضت في بحثي هذا موقف المشرع الإماراتي في القانون الاتحادي رقم (4) لسنة 2016م, بشأن المسؤولية الطبية, الذي نص في بعض أجزائه, على مسألة تصحيح جنس الخنثى, والذي يکون انتماؤه غامضا, ومشتبها في أمره بين الذکر والأنثى.
وقد تناول البحث موضوعه من خلال بيان مفهوم الخنثى المشکل وغير المشکل عند الفقهاء, وبيان حالات الخنثى غير المشکل, ومفهوم الخنثى الحقيقي والکاذب عند الأطباء, والطرق المتبعة طبيا لإزالة الإشکال عن الخنثى المشکل والحقيقي, وبيان الحکم الشرعي والقانوني في تصحيح جنس الخنثى.