الاستشراق منهج من أبرز المناهج التي اعتمد عليها الغرب في صراعه مع الإسلام، نظرا لأنه يعد النافذة التي اعتمد عليها علماؤهم في تعريف مواطنيهم وشعوبهم بالإسلام، ومن ثم اتخذ الاستشراق أهميته في كونه صار أبرز الوسائل التي ينظر الإنسان الغربي من خلالها إلى الإسلام ويصوغ بها موقفه منه، وبالتالي صار الاستشراق هو البوصلة التي توجه فهم ووعي المواطن الغربي للإسلام وفي ظل هذه الصورة القاتمة التي رسمها الاستشراق للإسلام تلوح في الأفق صورة هي إلى الجمال أقرب وإلى الحق أهدى وأقوم، أعنى الصورة الصحيحة للإسلام والتي هي بحق تعبر عنه هدفا وسلوكا وغاية، عقيدة وشريعة وأخلاقا، تلك الصورة رسمها بعض المستشرقين حين أجرى الله الحق على ألسنتهم وأقلامهم ومن هنا تفتقت فكرة هذا البحث في ذهني أن أجمع من أمثال هذه الكتابات الحقة عن الإسلام التي كتبت بلسان المستشرقين وأقلامهم مما يعد من قبيل النقد الذاتي للاستشراق وقد قمست هذا البحث إلى خمسة مباحث، فجاء المبحث الأول للحديث عن أهداف الاستشراق، وجاء المبحث الثاني للحديث عن التواصل الحضاري والنقد الذاتي للاستشراق، أما المبحث الثالث فعقدته للحديث عن الإسلام والعلم والنقد الذاتي للاستشراق، وجاء المبحث الرابع للحديث عن النقود الذاتية للاستشراق فيما يتعلق بالمجال العقدي ثم جاء المبحث الخامس والأخير لهذه الدراسة وكان موضوعه المجال التشريعي والنقد الذاتي للاستشراق