القرآن الكريم هو منهج الأمة الشامل الكامل الذي يضمن السعادة للبشرية في معاشها ومعادها. ولهذا يتعرض لحملات من التشويه والطعن يخوضها أعداء الأمة من العلمانيين والملحدين، والتي منها الطعن في اهتمام الصحابة بالقرآن الكريم، وفي القلب منهم الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم-، فقدمت هذه الدراسة متتبعا اهتمام خليفتين عظيمين هما أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما- بالقرآن العظيم وصيانته من العبث، مما كان له عظيم الأثر في المحافظة عليه من ناحية القراءة والإقراء والضبط الكتابي، ولقد دعاني تعظيم القرآن، والرد على هذه المزاعم إلى كتابة هذا البحث ولاسيما أن هذه المرحلة تعد من أهم مراحل القرآن على الإطلاق إذ إنها تشهد على حمل الأمة لأمانة حفظ القرآن الكريم بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- ممثلة في جهد خلفاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في خدمة القرآن العظيم فهي شاهدة على عملين عظيمين قام بهما الخليفتان أبو بكر وعثمان -رضي الله عنهما- حيث قام الأول بجمع القرآن وقام الثاني بنسخه في المصاحف. وهما عملان متكاملان يكمل أحدهما الآخر ويتممه، وبالرد على هذه القضية المحورية تكمن في ضرورة وجود دراسة علمية واضحة المعالم محددة الأطر، توضح بالبرهان الساطع كيف اهتم أبو بكر وعثمان بالقرآن الكريم وصيانته من العبث. وعن أهمية الموضوع: تكمن في تعلق موضوع البحث بالقرآن الكريم وصيانته. أما المنهج العلمي: فقد اعتمدت فيه على منهج الاستقراء والتحليل والاستنباط، ومن ثم نخرج بالمأمول من الدراسة.