هذا البحث جاء تحت عنوان: الاقتطاع وصوره في النظم القرآني دراسة تفسيرية تطبيقية. وكان الغرض وراء هذا البحث إثبات إعجاز القرآن الكريم، ومحاولة إفراده في مصنف على حدة، والرد على المانعين ورود هذا النوع في القرآن الكريم كابن الأثير، فكان لزامًا على الباحثين أن يبينوا الوجه الصحيح في تلك المسألة، لتعلقها بكتاب الله تعالى، وأيضًا بيان الأسرار القرآنية، واللطائف البلاغية التي تكمن وراء اقتطاع بعض المفردات القرآنية الكريمة، كذلك التعرف على أسلوب الاقتطاع كنوع من أنواع الحذف. وتناول البحث شواهد وقوع أسلوب الاقتطاع في القرآن الكريم، مثل اقتطاع الياء في كلمة (إبراهيم)، واقتطاع واو الجماعة من بعض الأفعال، واقتطاع أحد المتماثلين، واقتطاع تاء الاستطاعة، واقتطاع الياء من آخر الفعل لغير علة نحوية، وغير ذلك من أساليب الاقتطاع الواردة في الذكر الحكيم، والوقوف على النكات البلاغية واللطائف اللغوية، والمعاني البيانية والتفسيرات وراء الاقتطاع في كل نوع من الأنواع الواردة في هذا البحث، وأن أكثر صور الاقتطاع تدل على الخفة والسرعة، ورعاية الفاصلة والقرب والاتصال بين الشيئين، وغير ذلك. وتوصل الباحث إلى عدة نتائج منها: أن اقتطاع بعض الكلمة وقع في سعة الكلام ومنظومه، وأن النقص من الحروف الهجائية في الكلمة قصد بها لخفة في النطق وطرح الثقل، وأن الاقتطاع نوع من أنواع الحذف، كما يُعدُّ أحد مظاهر الإعجاز القرآني، وأن الاقتطاع له أهداف تربوية؛ حيث يجعل المتلقي دائم اليقظة والانتباه، متجاوبًا مع النص القرآني متدبرًا لمعانيه ومراميه. كما انتهى البحث إلى بعض التوصيات منها: توجيه أنظار الباحثين نحو تلك الموضوعات التي لم تنل قسطًا وافرًا من البحث، وعناية الباحثين بالقضايا البلاغية في القرآن الكريم التي تحتاج إلى دراسات متأنية للوقوف على خصائص النص الكريم، ليستخرجوا المعاني الجديدة التي تسعد بها البشرية. والحمد لله رب العالمين