يهدف هذا البحث إلى دراسة الاستحسان بالضرورة وأثره في تحقيق البدائل الفقهية المعاصرة. الاستحسان بالضرورة نوع من أنواع الاستحسان وهو نقل للحکم من الأصل الذي عليه إلى بدله بطريق الاستثناء من القاعدة العامة. أو هو عدول المجتهد عن الحکم في مسألة بمثل ما حکم به في نظائرها إلى خلافه، لوجه أقوى يقتضي العدول عن الأول، لضرورة وقعت، بفرد أو مجموعة من الأفراد، من أجل تحقيق مصلحة، تحفظُ الضروريات الخمس. وهو دليل معتبر، عند علماء أصول الفقه قادر على استيعاب کل ما هو جديد ومعاصر، يجعل الشريعة صالحة لکل زمان ومکان، وقد تناولت في البحث: حقيقة الاستحسان بالضرورة، وحجيته، وضوابطه، ثم بينت حقيقة الضرورة وأدلة مشروعيتها، وضوابطها وشروطها، مع بيان أثر الاستحسان بالضرورة في إيجاد البدائل الفقهية المعاصرة. ولقد کان للاستحسان بالضرورة أثراً کبيراً في إيجاد البدائل الفقهية المعاصرة للمسائل الطبية والقضايا المتعلقة بالأسرة، والأحکام المتعلقة بالعبادات التي تستوجب التيسير، ورفع الحرج والمشقة، وإيجاد البدل عن تعذر الأصل أو وجوده مع المشقة والضرر. وقد أبرز البحث أن الاستحسان بالضرورة وغيره، وإيجاد البديل الفقهي المعاصر عند تعذر الأصل أکبر دلالة على عظمة هذا الدين، وصلاحه لکل زمان ومکان.