يتناول هذا البحث استقراء ملامح الشخصية الرسولية للخليل -عليه السلام-  بين سفر التکوين والقرآن الکريم، فبينما تکاد تغيب شخصية الرسول، وشخصية الداعية في سفر التکوين، ويظهر الخليل - عليه السلام -  في سفر التکوين کرجل طّواف في الأرض يجمع المال من کل مکان، وقد يُعرض عرضه ونفسه للمهالک من أجل ذلک، وتکاد تختفي المواقف الدعوية التي يجب أن تبرز في شخصية النبي والرسول، في مقابل هذا، نقف على معالم الرسولية للخليل -عليه السلام- في القرآن الکريم والسنة المطهرة تماما على الذي هو أحسن، ويظهر في شخصيته -عليه السلام- ما خصه الله تعالى به -وخص به أنبيائه- من خُلُق کريم، وما أجرى على أيديهم من معجزات، وما جاؤوا به من مضمون الدعوة إلى الله تعالى، والمشتملة على العقيدة والشريعة، واضطلاعهم بمهمة الدعوة إلى الله تعالى على أتم وجه