تعد المصنفات في الرجال رکنا رکينا في المکتبة الحديثية، وهي متنوعة، وکتاب ميزان الاعتدال في نقد الرجال للحافظ الذهبي يعد علامة مضيئة على طريق التأليف في بابه ؛ لذا عني به المحدثون، وممن أولاه عنايته الحافظ العراقي، من خلال مؤلفه ذيل ميزان الاعتدال، فجاء بمثابة المستدرک على ميزان الاعتدال، منهجه کمنهجه، وطريقته کطريقته، وقد استهللت بحثي فيه بالتأکيد على اسم الکتاب وتوثيق نسبته إلى مؤلفه، ثم وجود الکتاب مخطوطا ومطبوعا، فموارد الکتاب ومصادره التي تجاوزت المائة والستين مصدرا، ما بين مفقود ومخطوط ومطبوع، وهي مصادر ذات قيمة علمية خاصة في بابها، والحافظ العراقي يذکر من تراجم ميزان الاعتدال لأغراض شتى، فکان مبحث مستقل لتناول هذا الأمر، ثم کان مبحث تعقبات العراقي المحدثين، والکتاب حافل بهذه التعقبات، وهي کثيرة ومتنوعة تنوع المتعقبين، ولا تخفى أهميتها، ولئن کان الحافظ ابن حجر قد اعتمد ذيل الميزان من مصادره في کتابه لسان الميزان، فإنه بادر إلى تعقب الحافظ العراقي کلما حانت له فرصة التعقب، ثم کانت نتائج البحث، والتي أکدت إمامة العراقي في علوم شتى عموما، وفي الحديث خصوصا، وأهمية وقيمة مصادره التي اعتمد عليها، إلى غير ذلک.