لفظ "عند" في القرآن الکريم من المواضع التي تمسک بها المشبهة والمجسمة في إثبات الحيز والمکان على الله - تعالى الله عن قولهم - فتتبعت الآيات التي وردت فيها کلمة "عند" والمضافة إلى الله تعالى وبينت دلالاتها الصحيحة والتي تليق بالله. وقد جاء البحث في مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول، أما التمهيد ففيه معنى العندية والجهة والمکان، وأما الفصل الأول دلالات العندية في الإلهيات وقد اشتمل على إثبات أن الفعل مخلوق لله، والمنزلة والغيب والقرب والشرف والکرامة والعلم والقدرة والتوحيد والإرادة والإحاطة الکاملة وعلم الغيب وغير ذلک، والفصل الثاني: دلالاتها في النبوات، وقد اشتمل على ثبوت القرآن وأنه معجز وأنه منزل من عند الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وإثبات نبوته، والمعجزة والنبوة وغير ذلک، وأما الفصل الثالث فهو دلالاتها في السمعيات وجاء فيه دلالتها على يوم القيامة والجنة ونعيمها ومراتبها وإثبات الشفاعة وحصولها لأهل الکبائر وثبوت عذاب القبر ونعيمه ووقت قيام الساعة وغير ذلک. وقد ضمنت کل مبحث بعض ما توحي به الآية من إشارة دقيقة للفائدة الخلقية والعقدية. من أهم النتائج: إزالة الشبه وکشف الحقائق ومعرفة الأشياء على ما هي عليه وإدراک الأسرار التي يترجمها ظاهر ألفاظ هذه العقيدة لا مفتاح له إلا المجاهدة وقمع الشهوات والإقبال بالکلية على الله وملازمة الفکر الصافي عن شوائب المجادلات، وهي رحمة من الله تفيض على من يتعرض لنفحاتها بقدر الرزق وبحسب التعرض وبحسب قبول المحل وطهارة القلب. التوصيات: تربية الأجيال القادمة على حب الأزهر وعقيدته، وإعدادهم للدفاع عن العقيدة الصحيحة بالقراءة الواسعة المنهجية المنظمة، وزرع حب السلف والخلف في قلوبهم وبيان وجه الحق في ظواهر النصوص الموهمة للتشبيه في القرآن والسنة.