يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على أسلوب متميز من أساليب التربية النبوية، استطاع من خلاله النبي صلى الله عليه وسلم أن يغرس في قلوب المسلمين قيمًا راقية، من خلال ما بذله من جهد کبير في بناء النفس البشرية، ويمثل الجانب التربوي محوراً من أهم المحاور في رسالته، ومن يدرس سيرتهصلى الله عليه وسلم فسوف يجد مربياً عظيماً ذا أسلوب تربوي فريد. ومن ذلک نراه صلى الله عليه وسلم- من خلال سنته- يغير بعض معانى الألفاظ المعروفة فيصرفها عن معناها اللغوي المعهود إلى معنى آخر تربوي أخروى بقصد تهذيب السلوک والارتقاء بالنفس البشرية مع بقاء المعنى اللغوي کما هو، وسوف نعيش خلال هذا البحث مع نماذج من ألفاظ ذات معانى معروفة فى اللغة ذکرت في الأحاديث الشريفة استبدلها النبي صلى الله عليه وسلم بمفاهيم أخروية تربوية يربى من خلالها المجتمع المسلم على الترابط والتعاون والتحلي بالفضائل. وقد سميت هذا البحث (تجديد مفهوم الألفاظ في السنة النبوية وأثره في التربية السلوکية "دراسة موضوعية") وقد اشتمل على مقدمة وتمهيد و مباحث تضمنت صور عملية من خلال سنته، کتغيير لفظ الصرعة بمن ملک نفسه عند الغضب، ولفظ المسکين بالذي يستحى أن يسأل الناس، ولفظ المفلس إلى الذى تضيع حسناته في الآخرة بسبب ظلمه واعتدائه على الآخرين وهذا أسلوب فريد في تربيته صلى الله عليه وسلم للمسلمين. وبالله التوفيق.