يتحدث هذا البحث عن طائفة من أهل العلم تحملوا علم التفسير وبلغوه لمن بعدهم، وهم الموالي، فوصل إلينا کثير من التراث التفسيري عنهم، وفي هذا البحث إبراز لما کان عليه السلف الصالح من اتحادهم ووحدة هدفهم في خدمة کتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، فالکل يعمل ويجتهد لخدمة ديننا الحنيف، فقد اهتم هذا البحث بتفسير السلف الصالح على العموم، وتفسير التابعين وأتباعهم على الخصوص؛ لما له من مکانة متميزة. کما أن هذا البحث بيّن أنواع الموالي ومدلول هذا المصطلح، کما أن فيه تبرئة للإسلام ممن يحاولون اتهامه بأنه دين يدعو إلى العبودية والرق، وبيان أن الإسلام إنما جاء؛ لتحرير الناس، والدعوة إلى المساواة في الرأي والفکر، فليس أدل على ذلک من هذا البحث الذي يبين إمامة کثير من الموالي في علم التفسير وغيره، وقد اعتمد البحث على المنهج الاستقرائي.