يلقي البحث الضوء على استخدام نمذجة معلومات البناء في المساهمة بتحقيق معايير الاستدامة ، حيث أنه مع ارتفاع تکلفة الطاقة والمخاوف البيئية المتزايدة ، فإن استخدام مبادئ الاستدامة في مجال التصميم الداخلي والعمارة وتوفير الحد الأدنى من التأثير البيئي آخذ في الازدياد، ولهذا يتم اتخاذ القرارات الأکثر فعالية فيما يتعلق بالاستدامة في مکونات المبنى في مراحل التصميم المبکرة والتنفيذ المسبق. ومن هذا المنطلق ، يمکن أن تساعد نمذجة بناء المعلومات (BIM) في إجراء تحليلات أداء المباني المعقدة لضمان تصميم مبني مستدام.
حيث أن استخدام نمذجة معلومات البناء (BIM) توفر سبل متعددة لزيادة وتعزيز جودة مشروعات التصميم الداخلي والعمارة على مستوى التصميم والتنفيذ وإدارة المرافق والصيانة والتشغيل، ويساهم في اعداد وضبط الجداول الزمنية وجداول الکميات والمواصفات بدقة متناهية، وتقليص تکاليف المشروع الإجمالية. ومن هنا تأتي مشکلة البحث الاساسية في أنه لا يوجد اهتمام کبير فيما يتعلق بتأثير BIM على تحقيق الاستدامة في المشروعات الضخمة بمجال العمارة والتصميم الداخلي، ومن هنا يأتي أهمية هذا البحث الذي يهدف إلى تقييم استخدام تقنية (BIM) بمجالات التصميم الداخلي والعمارة وهندسة البناء في دعمها للتصميم والبناء المستدام.
کما يهتم هذا البحث باستکشاف مدى ملاءمة BIM لتحليل الاستدامة sustainability من خلال تطوير إطار مفاهيمي يوضح کيف يمکن للمصمم الداخلي والمعماري استخدام BIM لتحليل الاستدامة وتقييم الريادة في مجال الطاقة والتصميم البيئي LEED لجميع أجزاء المبنى.
ولتحقيق أهداف الدراسة يستخدم البحث ثلاثة مناهج بحثية؛ التحليلي والاستشرافي والنقدي. ولهذا ينقسم البحث إلى ثلاثة أجزاء :
الجزء الأول مدخل نظري عن نمذجة معلومات البناء ومدى أهميتها في مجال التصميم الداخلي والعمارة.
الجزء الثاني يتضمن إشکالية البحث ودراسة تحليلية لعناصرالاستدامة باستخدام تقنية (BIM) الجزء الثالث يضم فرضية البحث وهي أن استخدام تقنية نمذجة معلومات المباني لتحقيق معايير الاستدامة يمکن أن تمثل نموذجاً لتطور مفاهيمي لصياغة التصميم الداخلي والعمارة.
ويختتم البحث بعرض واستخلاص أهم النتائج الذي توصل اليها البحث.