يتناول البحث دراسة بناء الفکرة الإعلانية في ضوء مفاهيم نظرية التعلم الاجتماعي بحيث يمکن تطبيقها في تصميم الإعلان. تعرف هذه النظرية بأسماء عديدة مثل نظرية التعلم بالملاحظة والتقليد أو نظرية التعلم بالنمذجة، وتعد من النظريات الانتقائية التوفيقية حيث تمثل حلقة وصل بين النظريات المعرفية والسلوکية (نظريات الارتباط - والاستجابة)، فهي عملية التعلم استنادًا إلى توليفة من المفاهيم المختلفة المستمدة من تلک النظريات.
ويتيح تصميم الإعلان من خلال آليات التعلم الاجتماعي صياغة الفکرة في ضوء العمليات الإبدالية والمعرفية وعمليات التنظيم الذاتي، کذلک بناء الفکرة في ضوء نواتج التعلم المستهدفة من نظرية التعلم الاجتماعي يتيح صياغة الفکرة الإعلانية من خلال تعزيز أو الکف عن أو تسهيل ظهور سلوک ما لدى المتلقى، وتبعا لنظرية التعلم الاجتماعي فإن مراقبة وملاحظة سلوک النموذج يؤدي إلى محاکاة لسلوک النموذج في حال توفرت عوامل عدة في شخص النموذج والملاحظ والظروف.
وبالتالي فإن تصميم الإعلان الذي يعتمد على شخصية إعلانية (النموذج) تبعا لنظرية التعلم الإجتماعي، يفرض علي المصمم مجموعة من المعايير والصياغات للشخصية الاعلانية بحيث تناسب القيمة المقدمة، فالشخصية تمثل المعلن وهدف الاعلان وتصبح الشخصية دالة، کما يسمح وجودها بتقييم المنتج أو الخدمة أو القيمة المقدمة، فعند عرض المنتج أو الخدمة أو القيمة بجانب شخصية اعلانية ذات سمات ايجابية فإن المتلقي يقوم بنقل دلالي للسمات من الشخصية للرسالة الاعلانية، ولهذا السبب يتم اختيار الشخصية الإعلانية وفقا لمعايير وصياغات محددة ليکون النموذج المختار إيجابيا ويعزز من نقل الفکرة الإعلانية والقيمة المعلنة وبالتالي يعزز من قدرة المتلقى على ملاحظة ومحاکاة النموذج (4- ص 192). ويهدف البحث إلى الاستفادة من مفاهيم نظرية التعلم الاجتماعي فتح مصادر وآفاق لصياغة أفکار إعلانية تلقى جذب الفئة المستهدفة کما يهدف لتحديد أنواع و مواصفات النموذج (الشخصية الإعلانية) وکيفية توظيفها لصياغة أفکار إعلانية في ضوء نظرية التعلم الاجتماعي. يتبع البحث المنهج الوصفي مصحوبًا بدراسة تحليلية وتطبيقية. وقد توصل البحث إلى أن صياغة الفکرة الإعلانية في ضوء آليات ونواتج التعلم المستهدفة من نظرية التعلم الاجتماعي يفتح للمصمم آفاق ومدارک للأفکار الإعلانية التي تحقق الرسالة الاتصالية.