أن القطاع الفندقي السياحي في دولة الکويت يدخل في عداد القطاعات الاقتصادية الواعدة التي يمکنها المساهمة في توليد الناتج المحلي الإجمالي وبالتالي في تنويع مصادر الدخل القومي وتوسيع القاعدة الإنتاجية شأنها في ذلک شان القطاعات الاقتصادية الأخرى کالقطاع الصناعي والتجاري والمالي والزراعي. و لأن التراث الوطني في کثير من دول العالم رکيزة أساسية للتنمية السياحية کما وتعتبر السياحة وسيلة لکسب العلم والمعرفة ونشر الثقافة وتبادلها، هنا يأتي دور المصمم الداخلي في خلق تصميم مستمد من هذا التراث بحيث يجذب السائح ويدفعه إلى التفاعل مع المجتمع المحيط به. جميع التصاميم المعروضة في هذا البحث تنبض بتفاصيل الهوية الکويتية التراثية و تبرزها. حيث تم تطوير النمط الکلاسيکي و تحديثه من خلال الاستعارة الصورية (التقليد) أو الاستعارة الهيکلية (التجريد)، وإضافة بعض اللمسات و التفاصيل التي تجمع في ثناياها الفخامة و البساطة.
إن التوجه المعلن نحو تحويل الکويت إلى مرکز تجاري عالمي وما يتطلب ذلک من انفتاح على العالم الخارجي والسماح لرأس المال الأجنبي بالمشارکة في مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لابد وأن يکون من أهم مقوماته توفير مستوى خدمة فندقية متميزة ، ذات هوية خاصة فيما يتعلق بتصميم الداخلي للفنادق وسيکون ذلک يقينا من أهم عوامل جذب المستثمر الأجنبي. ولکن بالرغم من وجود الموروث الحضاري لدولة الکويت إلا أننا مازلنا نجد صعوبة في تحديد ملامح الهوية التراثية في تصاميم فنادقها. الأمر الذي دفع الباحث لإيجاد رؤية إبداعية جديدة لإعادة إحیاء الهوية الکويتية لإنتاج معالجات معاصرة للتصميم الداخلي والأثاث .
لتوضيح کيف يمکن للمعرفة التي تم جمعها في هذا البحث أن تساعد في إنشاء تصميم يجسد الهوية التراثية الکويتية وفي نفس الوقت ينتج تصميمات إبداعية ، استخدم الباحث استعارة التقليد و التجريد في تصميم فندق افتراضي. التصميم الداخلي المقترح للمناطق العامة في الفندق وهي البهو والاستقبال والذي يحقق الهوية الکويتية بأسلوب التصميم الاستعاري.