تنوعت مواضع وأشکال ومضامين النقوش الکتابية المنفذة في التشکيلات الفنية المختلفة المنفذة على العمائر المدنية الباقية بمدينة الطائف. وهى متنوعة ما بين کتابات دينية ودعائية وتأريخية وغيرها.
وقد درج أهل الحجاز ومنهم سکان الطائف لاسيما فى العصر العثماني على نقش بعض الآيات القرآنية والعبارات الدعائية والدينية على واجهات منازلهم ومنشآتهم تيمناً بها واعتقادا منهم بأهميتها في درء الحسد واستفتاحًا لبعض النقوش الأخرى وما إلى ذلک.
ويهدف هذا البحث للوقوف والتعرف على النقوش الکتابية التي تم تنفيذها على العمائر المدنية المختلفة بمدينة الطائف، من خلال حصر هذه النقوش التي لا يزال قسم کبير منها باقياً على تلک العمائر ويحتفظ بحالته الأصلية، وکذلک دراستها من حيث الشکل وما تضمنته من عبارات مختلفة، والتعرف على أنواع الخطوط المستخدمة في تنفيذها، وکذلک الطرق الصناعية والفنية المتبعة فى نقشها، ثم تحليل ما تضمه هذه النقوش من مضامين دينية ودعائية وتأريخية وغيرها.
وسوف يتبع الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي القائم على وصف النقوش الباقية بعمائر الطائف المدنية، بالإضافة الى المنهج التحليلي الذي يتضمن تحليل مضامين هذه النقوش، مع مقارنتها ببعضها البعض ومع مثيلاتها بعمائر مدن الحجاز المختلفة لاسيما مدينتي مکة المکرمة وجدة.
ونظراً لأهمية النقوش والکتابات کمصدر حضاري مهم فقد عکف کثير من العلماء والباحثين على جمع هذه الکتابات ودراستها وتحليلها، وتأتي هذه الدراسة ضمن هذه الإطار العلمي يهتم فيه البحث برصد وحصر ووصف وتحليل النقوش الکتابية العربية المنفذة على نمط من العمائر الإسلامية الباقية بمدينة الطائف وهى العمائر المدنية، ومحاولة کشف النقاب عن مواضع هذه النقوش وأنواعها وتصنيفها وبيان طريقة تنفيذها وأسلوب ونوع الخط المستخدم، وأهميتها الفنية والتاريخية سواء بالنسبة لتلک العمائر وکذلک لمدرسة الخط التي کانت معروفة وشائعة فى الطائف .