يتناول البحث اهمية ما يشهده العالم من تقدم ملحوظ في مجال الکمبيوتر و التکنولوجيا التي اثرت بشکل مباشر في طريقة تصميم مجسمات نحتية ثلاثية الأبعاد ، فأصبحت هذه الثورة الرقمية من أقوى العوامل التي أثارت ضجة في مجال النحت ، فأصبح الفنان النحات من السهل عليه تصميم و تنفيذ مجسمات و احداث بعض التعديلات فيها کالاحلال و التبديل و الفک والترکيب بمنتهى السهولة ، الامر الذي کان من الصعب ادراکه قديما ، ومن خلال البحث سنقوم بتناول مدى تأثير النظام البارامتري على الأساليب تصميم النحت المجسم ثلاثي الأبعاد
ويعرف النظام البارامتري بأنه أسلوب في التصميم يستخدم مجموعة من القواعد أو العناصر (البارامترات) المرتبطة ببعضها البعض، ومن خلال برامج الکمبيوتر يمکن توليد شکل أو نموذج ثلاثي الأبعاد وفق المعادلات الحسابية التي تمثل علاقة العناصرببعضها، عند تغيير قيمة أي عنصر من هذه العناصر تتغير أقيام العناصر الأخرى وبذلک تنتج علاقة جديدة لتوليد شکل جديد ، وبالتالي تستجيب المنظومة للتغييرات بما يؤدي الى توليد النماذج المتجددة ، مما يمکن للمصمم الاختيار من النماذج وفق ما يلائم معايير ومتطلبات أي تصميم ، کما أن آليات العملية تتيح التعامل مع الأشکال شديدة التعقيد والسيطرة على متغيراتها المتداخلة. ويقدم امکانيات مضافة في وصف أي مشکلة تصميمة وتقديم بدائل حلها من خلال عملية يتم فيها تکوين وصف لمشکلة باستخدام متغيرات معينة، وعند القيام بتغيير أقیام هذه المتغيرات يمکن تکوين مجموعة کبيره من الحلول البديلة، وعندها يتم اختيار أحدها باعتباره التصميم المطلوب حسب المتطلبات والمعايير الخاصة.
وقد کان لاستخدام تلک الأنظمة الأهمية الکبرى لتخفيض الوقت و الجهد وتسهيل ادارة عمليات التصميم رقميا للمجسمات بصفة عامة و الأشکال النحتية بصفة خاصة .