تعبر العمارة الداخلية عن الهوية الوطنية في کل بلد، وبما أن مصر تعاني من مشکلة الحفاظ على الهوية الوطنية في هذا المنحى، لذلک يعد الإهتمام بالمباني العامة والحکومية فرصة لتحقيق الهوية ذلک أنها لا تتبع أهواء مستخدميها، إنما يجب أن تخضع إلى دراسة متعمقة ليس کي تؤدي الغرض المطلوب منها من حيث الوظيفة فحسب بل أيضاً لتحقيق الهوية الوطنية.
البحث دراسة عملية تحليلية تهدف إلى تطبيق التصميم البيئي في العمارة الداخلية لمبنى عام، من خلال مقترح للتصميم الداخلي لمرکز ثقافي في مدينة الأقصر صمم عمارته سابقاً المعماري حسن فتحي ولم ينفذ، فيقترح إيجاد حلول تصميمية للحيزات الداخلية تناسب التصميم المعماري البيئي وتعبر عن الهوية المصرية وتلبي الإحتياجات الوظيفية المعاصرة والمستقبلية، والتي تتجلى باحتياجات اجتماعية وتعليمية واقتصادية وترفيهية للمجتمع الريفي المجاور، مع الحفاظ على التصميم الأصلي وفکرته الجوهرية الأساسية. يقوم البحث بدراسة تحليلية للتصميم الأصلي فيستخرج علاقات الهندسية بين الحيزات الداخلية تعبر عن إيقاعات موسيقية متناغمة، يوظفها في تصميم الحيزات الداخلية سواء من حيث ربط عناصر التصميم في الحيز ثلاثي الأبعاد بهذه العلاقات، أو استنباط وحدات زخرفية تستخدم في تصميم الأثاث والحيزات الداخلية. بالإضافة إلى استخدام عناصر زخرفية ومعمارية مستوحاة من البيئة المحلية الطبيعية والثقافة الإسلامية والدمج بينها للوصول إلى تصميم يحقق الهوية المصرية. کما يستخدم التصميم عناصر العمارة الداخلية والمفردات الزخرفية بحيث تخلق تجارب حسية بصرية وسمعية وذهنية وحرکية مستوحاة من الذاکرة المکانية والثقافية للزائر تثير لديه مشاعر الألفة والإنتماء. کما إن استخدام مفهوم التضمين القائم على الرمزية والدلالات المعنوية يربط التاريخ بالحاضر والمستقبل، ويعطي التصميم أبعاداً جديدة أوسع من الأبعاد الفيزيائية المعروفة تتجلى بالبعد الرابع الحرکي والبعد الخامس الفلسفي.
مشکلة البحث:
• هل استخدام طراز العمارة البيئية المصرية في مبنى عام يحقق وظيفته المعاصرة والمستقبلية.
• هل يستطيع تصميم المبنى تحقيق الإنتماء للهوية المصرية من خلال خلق تجارب حسية ونفسية للمستخدمين، وأن يحافظ على تصميم المبنى باعتباره إرثاً ثقافياً.
• هل يمکن تحقيق الهوية المصرية من خلال الجمع بين الهوية الريفية والهوية الإسلامية في مبنى واحد.
هدف البحث:
يهدف البحث إلى:
• تحقيق عمارة داخلية تجمع بين أن تحافظ على الهوية الثقافية المصرية الريفية والإسلامية معاً،
• اقتراح حلول تصميمية ووظيفية للحيزات الداخلية لمبنى المرکز الثقافي لحسن فتحي (لم ينفذ)، تلبي المتطلبات الوظيفية المعاصرة والمستقبلية وتحقق الهوية المحلية، والاستدامة، وتحافظ أيضاً على هوية المبنى الأصلي.
منهج البحث:
يعتمد البحث المنهج الوصفي التحليلي – الإستنباطي; عن طريق تحليل العلاقات الهندسية التي تربط بين الحيزات الداخلية في مبنى حسن فتحي. ثم استخدام هذه العلاقات في التصميم الداخلي.
بالإضافة إلى استنباط عناصر التصميم من الفلسفة الإسلامية، والبيئة الريفية المحيطة بالمستخدم.