مــما لا شــک فيــه أن التنميــة المســتدامة تتطلــب تحســين ظــروف المعيشــة لجميــع البشــر والکائنــات الحيــة دون زيــادة اســتخدام المــوارد الطبيعيــة إلــى مــا يتجــاوز قــدرة کوکــب الأرض علــى التحمل، حيث ينبغي أن تضع العمليات التنموية في حساباتها بشکل أساسي أثناء استثمارها للموارد الطبيعية أو في عمليات الإنتاج ألا تدمر هذه الموارد المکون البيئي من أرض وبحر وجو، سواء بالتلوث أو في عملية إفقار أو تخريب. فلابد من الاستثمار الأمثل في عناصر الإنتاج والعمليات الإنتاجية بشکل مُستدام باستخدام استراتيجيات ونظم متعددة لتوظيف الموارد الطبيعية والبشرية والمالية وحمايتها والمحافظة عليها بطرق مثالية وصولاً الى خلق توازن مُفيد ومُستدام على المدى الطويل. وفي ظل هذا الفيض من الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها وصيانتها ولد مصطلح الاستدامة مضافا للتنمية بشکل عام أو مضافا إلى مورد اقتصادي أو علمي أو ثقافي.
فقد تطرق البحث للبعد الاقتصادي للاستدامة، من خلال الاستفادة من بقايا الجلود الطبيعية الناتجة من مراحل القص والفرد أثناء تنفيذ أزياء الجلود الطبيعية وذلک من خلال عمل تصميمات مقترحة لقطع متنوعة من ملابس السيدات باستخدام بقايا الجلود الطبيعية وتم الدمج بين تقنية الترقيع (الباتشورک) وفن الفنان الخزفي "کيمي کانتريل" کمصدر للاستلهام، لکي تحقق التصميمات البعد الاقتصادي للاستدامة وتتميز بالابتکار وتتلاءم مع الفنون المعاصرة.
وقد بنيت التصميمات على محورين هما (المحور الأول: تحقيق التصميمات للبعد الاقتصادي للاستدامة، المحور الثاني: ابتکارية وملائمة التصميمات مع الفنون المعاصرة)، وتم التيقن من مدى الصدق والثبات للمحاور، إلى جانب اجراء استبيانات لاستطلاعات أراء محکمين متخصصين عن تحقق محاور التصميمات، وقد استنتج نجاح المحاور، وبالتالي تحقق الغرض من البحث وهو تحقيق الاستدامة الاقتصادية لملابس الجلود الطبيعية بالدمج بين تقنية الباتشورک وفن کيمي کانتريل.