العمارة تراث ثري بمصادر الإلهام والفنون الروحانية والجمالية، ومثالاً على ذلک عمارة الحضارة العربية الإسلامية التي کان لها بصمة إبداع أثرت على فنون العمارة المعاصرة وتأثرت بعمارة الحضارات السابقة، فکانت المرآة التي تعکس قوة ودقة وحرفية وجمال المنتج المعماري بکل عناصره.
بنيت الحضارة الإسلامية المعمارية على حضارات سبقتها کالحضارة البيزنطية والتي کانت قد وصلت الى تطور مرموق في عصرها، أخذت الحضارة الإسلامية عنها ما وصلت اليه وتم التطوربکل ابداع تفاصيل عدة نتج عنها تراث وحضارة نفخر بها على مرّ العصور.
"القبّة" من أهم العناصر المعمارية الهامة التي تأثرت بها العمارة الإسلامية وأثرت بدورها في العديد من العمائر الدينية أو القصور، وهذا البحث سيلقي الضوء على کيفية تأثر العمارة الإسلامية بعمارة بالقباب وکيف بدورها أثرت ايضاً على عمارة الحضارات اللاحقة والمعاصرة.
العمارة الدينية سواء کانت البيزنطية المسيحية والتي تبعتها من الحضارة الإسلامية مليئة بالإلهام النابع من العقيدة لکل دين وتطور الحِرف المهنية والهندسة المعمارية بشکل کبير، وکان هذا کله واضح أکثر في تقنية عمارة القباب باستعمال تقنية المقرنصات.
سأقدم في دراستي کيف يمکن لهذه القباب أن يکون لها تأثير إلى حد کبير على التراث المعماري والجمالي لها في توالي الحضارات لإظهار التأثير والتأثر على الفنون في تلک العصور. يوضح المشروع البحثي أهمية القباب وميراثها وجمالياتها ، والأثر الأکبر في الحفاظ على التراث من الانقراض ، وکيفية مواکبة التقنيات المعمارية والديکور والمواد الخام ، مع الأخذ في الاعتبار العوامل السياسية والبيئية والاقتصادية في توالي خلافة العصور والحضارات.
إشکالية البحث:
لعدم وجود دراسة، في حدود علم الباحث، تربط معنى التأثير والتأثر في فنون عمارة القباب الإسلامية بالحضارات السابقة، "ظهر الفن في العالم الإسلامي متميزاً بوحدة سادت إنتاجه مهما تعددت البلاد واختلفت الأجناس، وتباعدت العصور" أيضاً اصبحت الآن تستعمل القباب کعنصر جمالي فقط غير آخذ بالإعتبار الفکر الفلسفي والرمزي لها من منظور العقائد الدينية الذي کان له الأثر الأکبر في تصميم وشکل القبة على مر العصور والحضارات.