أهم ما يميز الخزف الحديث هو النقلة الهائلة التى بدأت مع عصر الفن الحديث حيث ظهرت أول بوادر التفريق بين ما هو استخدامى ويتم انتاجه بطرق صناعية کمية وبين ما ينطبق عليه مفهوم الفن بأبعاده المعروفة حيث إنتاج القطعة الواحدة الفريدة والتى تحمل بصمة و أحاسيس الخزاف. وفى الفن تصبح الخامة الوسيلة التى يعبر الفنان من خلالها عن أفکاره الخاصة و أحياناً يتم من خلالها استعراض الفنان الخزاف لقدراته الخاصة، والتى قد تکون فى بعض الأحيان ذات صبغة تقنية أو تشکيلية أو الاثنين معاً.
وفي مصر أصبحت صناعة الخزف المختلفة سواء البلاطات أو الأدوات الصحية أو أطقم المائدة وغيرها منتشرة وتعددت أماکن انتاجها ، وأصبح هناک طفرة کبيرة فى أساليب انتاجه وطرق زخرفته و معالجته ، وتعتمد أغلبها على التقنيات الصناعية.
وعلى صعيد آخر فإن الخزف الفنى قد لاقى تطوراً هائلاً وواضحاً فى التقنيات المستخدمة فى تشکيله و حتى مرحلة حريقه، مما جعله يلقى اقبالاً کبيراً نظراً لفکرة التفرد. وقد ظهرت العديد من التقنيات المستخدمة فى معالجة السطح الخزفى الفنى مثل تقنيات الاختزال "البريق المعدنى، الراکو، الراکو العارى وغيرهم"، وهناک تقنيات أخرى فنية أيضاً مثل الأکسدة والطلاء الملحى والموکا والساجر و غيرهم ، وقد وجد عن طريق هذه التقنيات ملايين النتائج الغير متشابهة والتى ساعدت على انتشار فکرة الخزف الفنى و جعله ذو مکانة کبيرة وسط الفنون الأخرى.
ويهتم هذا البحث بعمل تجارب متنوعة لدمج الخزف الصناعى والخزف الفنى معاً و کيفية الاستفادة من تطور تقنيات الخزف الفنى المختلفة فى زخرفة ومعالجة المنتجات الخزفية الصناعية واختبار مدى ملائمتها لها على جميع الأصعدة ، سواء الناحية الميکانيکية أو العملية أو الجمالية.