مر الهيکل المکاني للأماکن العامة المفتوحة Open public spaces بتغييرات کبيرة مع تعاقب الازمنة المختلفة، والتي کانت بدورها من اهم اسباب التغيرات المجتمعية الثقافية الحادثة نتيجة التفاعل بين الافراد والبيئة المحيطة والتأثير المتبادل بينها خلال هذه الازمنة، فنتجت علاقة حديثة بين الاماکن العامة المفتوحة والمجتمع الحالي تخضع لتأثيرات قديمة منذ نشأة وتشکيل النسيج العمراني القديم، و الذي يعتبر انعکاس وترجمه لثقافة سابقة، يسهم بدور- ليس بقليل- ولا يمکن تجاهله في تشکيل الکيان المجتمعي المعاصر الذي يتفاعل بشکل مباشر مع هذا المکان، مما يؤدي الى حدوث تکيف تدريجي بين المکان والصفات المکونة للثقافة المتغيرة الحالية ومتطلبات المعيشة للأفراد. فالأماکن العامة هي نوع من مرآة لثقافة المجتمع، تعبر عن انظمة اجتماعية شاملة و هي ايضا وسيلة تؤثر على الصورة الثقافية للإنسان والمجتمع وتکملها وتؤکد الاتصال الشخصي بين الانسان والمجتمع والأنشطة والوظائف الموجودة فيعمل علي شکل من أشکال الانسجام والتفاعل الناتج عن العلاقة في صورة سمات مادية للبيئة والمفاهيم والأنشطة البشري، ونتيجة لهذا التفاعل تتشکل هوية المکان والافراد مما يؤدي ألي انتماء وتعلق بالمکان سواء کان تعلق بالنشاط او الوظيفة أو تعلق عاطفي.

وفي اطار التوجهات الحالية للنهوض بالمجتمع کانت هذه الورقة البحثية التي تناقش ثقافة التصميم واهميتها في تشکيل هوية الأماکن وبالتالي مستخدميها، و ذلک من خلال دراسة حالة لأحد الأسواق العامة المفتوحة بمصر وفهم الدور المجتمعي لها ومدي تأثيرها علي الافراد سلوکيا ونفسيا، والتي تشکل قدر کبير من وجدان شرائح مجتمعية متنوعة تتفاعل معها بشکل يومي " سوق الموسکي بالقاهرة "
مع تحليل العوامل المؤثرة السلوکية التي تکمن وراء تشکل هوية المکان، فهم وتحليل الاماکن العامة واحتياجاتها مما يدعم مجال التصميم البيئي بدراسات حول المحاور الهامة التي من دورها ان ترتقي بالمجتمعات.