تعد بيئة المحميات المائية من البيئات الزاخرة بالحياة والمنتجة للخامات المستدامة في الطبيعة.إذ تحتوي على التنوع البيولوجي والإيکولوجي من أشعة الشمس والماء العذب والهواء النقي وتنتشر وتتکاثر فيها انواع عديدة من الحيوانات والطيور والنباتات والاسماک، إضافة الى السکان المحليين الذين يعيشون في مثل هذه البيئات، فهي منتشرة في أنحاء العالم. مثال على هذه البيئة ما يسمى ببيئة الأهوار جنوب العراق. منذ آلاف السنين، إتخذ سکانها المحليون هذه البيئة موطن لهم. إذ يعتمدون بعيشهم على الخامات البيئية الطبيعية المتوفرة في هذه المنطقة وخاصة في بناء بيوتهم وأثاثها البسيط من مادة القصب فهي تشکل العنصر الحيوي البيئي الرئيسي لهذه المنطقة فضلاً على إنها تعکس الموروث الثقافي والاجتماعي لها. الا ان منطقة الأهوار في جنوب العراق تفتقد الى توظيف الخامات المحلية في تصميم الأثاث ليحقق التوافق البيئي لهذه المنطقة. فلذلک يسعى هذا البحث لإيجاد الحلول والتصميمات المناسبة المستدامة للأثاث بما يتوافق مع بيئتها. إذ يتحدد هدف البحث في توظيف الخامات المحلية بمنطقة الأهوار بجنوب العراق في الأثاث بشکل مستدام لتحقيق توافقاً بيئياً في محيط تواجدها، للمحافظة على قيمتها التراثية. إعتمد البحث المنهج الوصفي فيما يخص الجزء النظري، ولغرض الحصول على نتائج دقيقة بغية تحقيق أهداف البحث إعتمد المنهج التحليلي في وصف الأثاث البسيط الذي تضمنته الحيزات الداخلية للبيت القصبي، وأهم الخامات المحلية المستخدمة في صنعه.
من أهم ما توصل اليه البحث ان إستغلال الخامات الطبيعية المستدامة في العمارة والتصميم الداخلي والأثاث له مردود إيجابي على المستوى الاجتماعي، الثقافي، البيئي، الاقتصادي، والصحي لسکان المنطقة. فلذلک تم اقتراح عدة توصيات من أهمها تشجيع ومتابعة الحرفيين المحليين في منطقة الأهوار جنوب العراق لتصنيع الأثاث المحلي الصنع وضرورة إطلاعهم على الأساليب المتنوعة في صناعته من أجل تعزيزهذه الحرفة المتوارثة والنهوض بالواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لهذه المنطقة.