حين تنتج الطبيعة عناصر ومواد لابد أن نقف و نتأمل ما تنتجه من العناصر و المواد ونتفکر ونحاول أن نعيد صياغتها أو نخضعها و نجعلها تنخرط فى الفنون ومنها الفن التشکيلى کى ننتج عمل متکامل الأرکان حيث أن الانسان ابن الطبيعة الناتج عن الطبيعة و هى مرجعيته الأساسية فى کل انتاجه الفنى وليس فقط فى القيم التشکيلية و الجمالية ولکن أيضا فى موارده وخاماته المادية حيث انه کان يستخدم الانسان البدائى العناصر المکونة للطبيعة لرسم بعض التعويذات السحرية و الطلاسم على حوائط الکهوف المرتبطة بعقيدته حيث تجلب له الرزق أو تستعطف معبوداته أو تساعده على استجلاب فريسته أو تأتى له بالريح أو المطر أو من جانب آخر الدفاع عن نفسه ضد الضوارى بإستخدام الدهون والدماء و الشحوم أو الزيوت الناتجة من الإحتراق و ايضا بإستخدام الأخشاب المتفحمة المستخدمة فى إشعال النيران من أجل طهى الطعام وللتدفئة وهى کحامة الفحم المستخدمة فى الوقت الحالى فى الرسم وبعد ذلک استخدم الفنان المصرى القديم بعض الأکاسيد الترابية حيث يخلطها ببعض الزيوت أو المواد الکيميائية ليحصل على لون نقى يستطيع بها أن يضيف و يصنع بها أعمال تشکيلية تحقق فکرته و توصل رسالته وتخلد تاريخه وحکاياته بواسطة الفن و بواسطة المواد الملونة التى أصلها الطبيعة .ومن هنا نستنتج أن الطبيعة هى المورد الأساسى و الرئيسى للموارد الفنية ماديه أو فکرية .
وبإستخدام الإنسان البدائى للفحم انتجت عملية الإحتراق بعض الأدخنة السوداء التى تسمى (بالسناج ) أو ( الهباب) التى تراکمت وتکلست على الحائط ناتجه عن عملية الإحتراق لتصنع مساحة داکنة عليها ومن هنا حاولت أن أصيغ هذه التقنية المستنبطة من الطبيعة لإنتاج عمل فنى تشکيلى تتحق فيه العناصر المکونة لفن الرسم وهى التوازن و التنوع بين الدرجات الظلية و التناغم بين الداکن و الفاتح حيث استخدمت السناج أو الهباب الناتج من عملية الإحتراق و استقبلته على بعض الاسطح المختلفة لتحقيق القيم التشکيلية المتنوعة فى إطار فنى و من البحث قد وجدت أن هناک من سبقنى إلى الفکره وهو الفنانSPAZUK , قد قام بتجريب هذه التقنية و إنتاج بعض الأعمال التشکيلية المتکامله .