أن العصر المعلوماتى کان له بالغ الآثر على سرعة التطور التکنولوجي المتلاحق، حيث أصبح جزءاً لايمکن إغفال تأثيره على العمارة ، حيث أصبحت تلک التقنيات جزء لا يتجزأ من أدوات المعمارى لصياغة فکر العملية التصميمة، و أصبح الإبداع المعماري مرتبطاً بالتکامل ما بين الإبداع البشري من ناحية و تکنولوجيا العمارة الرقمية من ناحية أخرى، حيث تشهد العمارة المعاصرة تحولاً فکرياً کبيرا تأثر بعصر التکنولوجيا الرقمية وثورة المعلومات التى فرضت نفسها على الساحات العلمية والمعمارية ، ولقد أحدثت العمارة الرقمية وفکرها المتطور تغييراً جزرياً فى شکل العمارة، وفى ضوء جدليات الحفاظ على الهوية المحلية أو إشکالية اللحاق بالعولمة، کان هناک ردود أفعال مختلفة تتعلق بمدي التغيير في الفکر التصميمي المعاصر و أدوات و آليات تحقيقه التى أدت الى هذا التحول، و دور المعماريين في مواکبة ذلک التطور، وتکمن المشکلة في أن العمارة المحلية لم تکن مواکبة لهذا التغيربالشکل الکافي، وعدم الإستفادة من التطورات التکنولوجية والأساليب المتطورة سواء في التصميم أو التنفيذ، وهذا مايؤکد ضرورة التعرف على أفکارها ومکوناتها ومفرداتها وآلياتها، حتى لا يجد المعماري نفسه فى جزيرة نائية، أو أن يکون جزء من التغيير دون إخلال بجوهر هويته، وحقيقة الأمر إن الثورة الرقمية أفرزت عمارة غير مسبوقة تمثلت فى إتجاهات معمارية مختلفة مبنية على أساس أفکار تصميمية خلاقة ومتجددة من حيث الشکل والمضمون، لا يمکن أن يصل إليها المعمارى فى ظل أدواته التقليدية القديمة، حيث يهدف البحث الى إلقاء الضوء على أحد أهم المواضيع التى يهتم بها المعمارى، وهى التعرف على أحدث النظم التکنولوجية الرقمية المستخدمة بالعمارة المعاصرة، و رصد أهم الإتجاهات المعمارية المعاصرة والفکر المعمارى الذى تأسست عليها وأثرت على شکلها المعماري.