إن الأوبئة معادية للتحضر، فلقد واجه العالم سلسلة غير مسبوقة من الأزمات والفيروسات المتزايدة، والانهيار الاقتصادي المتزايد، والملايين من العمال يعانون ويفقدون وظائفهم، والانعکاسات السياسية والاجتماعية المؤثرة في حياة المجتمعات البشرية، ونجد في تصميم المدن والفراغات العمرانية وناطحات السحاب کلها صممت لتکون متحرکة ومشغولة بشکل جماعي ومفعمة بالحياة، متجاهلين الکثافة البشرية أنها الهدف، والعدو الرئيسي في عصر جائحة covid-19.
ومن هنا أصبح العزل الصحي هو أسلوب للحياة، خصوصاً بعد ظهور جائحة covid-19 وما تبعته من الجوائح المختلفة، ليتشکل حقبة جديدة للمدن التکنولوجية الصحية تتطلب طاقة إبداعية فريدة ومواجهة صادقة وإنتاج منطق جديد لمعنى الحياة، وقيمة الاقتصاد العادل، ومستقبل المجتمعات الإنسانية، ودور المعماري والعمراني المقاوم المناضل المحمل بهموم بلده، وهموم کل البشر.
ومع الحاجة الشديدة لتشييد ملايين الوحدات السکنية الجديدة لتلبية حاجة المجتمع المحلية وفقا لمعايير الأمن والسلامة والإجراءات الاحترازية في تصميم الفراغات الداخلية السکنية بما يتلائم مع تحقيق العزل الصحي بشکل أکثر مرونة وأکثر أمنا و أکثر متعه ، الأمر الذي يدعو إلى التفکير العملي والتفصيلي لإعداد تصاميم معاصرة لمدن تکنولوجية صحية ذات کفاءة وظيفية واقتصادية تلبي المتطلبات الحالية والمستقبلية ومواجهة للازمات الصحية المفاجئة, لتوفير بيئة صحية وآمنة وإنسانية تقبل العيش فيها.
ومن هنا دعت الحاجة لتطبيق استراتيجيات وعوامل التخطيط الحضري السکني، على أحدث المدن الجديدة لرؤية عام 2030م ، لمدينة" العاصمة الإدارية بالجمهورية الجديدة"، ووفقًا لأحدث التصميمات المعمارية والهندسية والتخطيطية محققة جميع أساليب الحياة الآمنة والعصرية المتناسبة مع مختلف الاحتياجات والأذواق، لتشمل على: معايير إقتصادية، وعمرانية، وتصميمية، وتکنولوجية، و إجتماعية، لتصبح مدينة تکنولوجية ومستدامة وصحية ومکتفية ذاتيًّا وأکثر امان وسلامة و داعمه للتواصل الاجتماعي و التباعد الجسماني في وقت واحد