أدى الانتشار الملحوظ لجائحة فيروس کورونا الى ارتفاع أهمية التباعد الاجتماعي کمدخل أساسي في صياغة الحياة العمرانية في المدن الحديثة. فقد أدت جائحة کورونا الى تساؤل العمرانيين والباحثين عن سلبيات العمران التقليدي على صحة المواطنين، حيث تم التعامل مع العمران التقليدي على انه مصدر أساسي لانتشار العدوى الفيروسية لفيروس کورونا 19. وبالتبعية فقد اقترح العديد من العمرانيين والباحثين ان التحول نحو نمط العمران الحديث سيکون له دور جوهري في مکافحة انتشار العدوى. يهدف البحث الى دراسة دور التصميم العمراني للمجاور السکنية في وتأثيره على انتشار الأوبئة الفيروسية. لاستخراج دورس مستفادة لصياغة مدن ما بعد الجائحة.
يفترض البحث ان حصر التباعد الاجتماعي في الخصائص المادية مرتبطة بزيادة ابعاد الفراغات هو توجه قاصر، وعلى النقي يفترض البحث ان التباعد الاجتماعي الامن يکمن بالأساس في تشجيع سلوک التکييف والذي يمکن تحققه عن طريق تصميم العمران المرن. حيث يفترض البحث ان تنوع اشکال العمران يتبعه تدرج في مستوى المرونة والتي يمکنها ان تدعم سلوک التکييف العمراني عند السکان وبالتبعية تعمل کعامل وسيط لکثافة الاشغال في الفراغات العمرانية والتي بالتبعية تؤثر على انتشار العدوى.
في السبيل لاختبار صحة الفرضية، يعتمد البحث على المنهج الاستقرائي حيث بالتحليل المقارن لأربعة مجاورة سکنية مختلفة في الخصائص العمرانية. وقد توصل البحث بالاعتماد على النتائج النظرية الى ثلاثة نتائج أساسية، أولهما ان جائحة کورونا أدت الى ظهور سلوک التکييف العمراني وتغير في کثافات الاشغال والذي ظهر بدرجات متفاوتة مع اختلاف النماذج العمرانية للأربعة مجاورات. ثانيا، تم استقراء العديد من أفکار سلوکيات التکييف مثل تقليل الاقبال على الأنشطة غير الضرورية، تقليل عدد مرات التردد على بعض الأنشطة، تقليل مدة تنفيذ بعض الأنشطة، توزيع زمني للأنشطة على مدار اليوم، توزيع مکاني للأنشطة على مناطق متنوعة من العمران، وتحريک بعض الأنشطة من داخل المباني الى خارج المباني. وأخيرا، تم استقراء مؤشرات تصميمة مثل الترکيز على الکثافات المتوسطة والخلط الاستعمال المتوسط واستخدام أنماط الطرق الحلقية التي يمکنها ان توفر القدر اللازم من المرونة العمرانية مثل تغيير الاستعمال والامتداد والتي بالتبعية تؤدي لتوزيع الاشغال وتقليل الکثافة وتحقيق التباعد الاجتماعي الامن.