مستخلص: تزخر مدينة القاهرة بالعديد من المباني الإسلامية الأثرية التي تعود إلى فترات تاريخية متعاقبة تمتد من القرن الأول الهجري (7 م) إلى القرن الثالث عشر الهجري (19 م). وکان الفناء الداخلي هو الوحدة المرکزية في معظم هذه المباني سواء کانت مباني دينية أو مدنية أو عسکرية، و يستخدم الفناء لأغراض التهوية والإضاءة وتوفير مساحة إضافية.
ونظرًا لقيمة هذه المباني وضرورة الحفاظ عليها من أجل تحقيق التنمية المستدامة، يهدف هذا البحث إلى دراسة تأثير الأفنية الداخلية بالمباني الأثرية في مدينة القاهرة على الحفاظ على هذه المباني واستدامتها، وذلک من خلال إجراء الاختبارات المعملية وتحليل مواد البناء الأثرية لبعض المباني المختارة ذات أو بدون أفنية داخلية.
وقد اعتمدت الدراسة على المنهجين التحليلي والمقارن لتحقيق هذا الهدف، من خلال إجراء مقارنة بين عينات مواد البناء الرئيسية المأخوذة من مبنيين أثريين بجبانة المماليک ، أحدهما ذو فناء أوسط مکشوف (مدرسة قرقماس) والآخر بدون فناء (مدرسة قايتباي)، بالإضافة إلى العينات المأخوذة من مبنيين أثريين بشارع المعز ، أحدهما ذو فناء أوسط مکشوف (مجمع الأشرف برسباي) والثاني بدون فناء (مسجد سليمان آغا). بينما إعتمد المنهج التحليلي على إجراء مجموعة من الفحوص والتحاليل متضمنة: استخدام الميکروسکوب الإلکتروني الماسح (SEM)، التحليل بحيود الأشعة السينية (XRD)، تحديد نسبة المحتوى المائي (WC)، تحديد نسبة امتصاص الماء (WA)، التحليل بالميکروسکوب الإلکتروني الماسح المزود بـوحدة التحليل العنصري EDX، وقياس مقاومة الضغط (CS).
الکلمات المفتاحية: الفناء - القاهرة التاريخية - العمارة الإسلامية – الاستدامة – فحوص وتحاليل – جبانة المماليک – شارع المعز.
أهمية البحث: تهتم الدراسة بموضوع جديد لم تتم تغطيته على هذا النحو من قبل ، وهو تأثير الأفنية الداخلية على استدامة المباني الأثرية في القاهرة التاريخية ، مصر.