سميت المئذنة بعدة أسماء أولها (المئذنة) للدلالة على المکان المخصص لرفع الآذان، و(المنارة) لأنهاء قضاء بالسُرُج أثناء الصلوات الليلية لإعلام من لم يتسنى له سماع الآذان بأن موعد الصلاة قد حان.
وقد جاء بناء المئذنة متأخرًا عن بناء المسجد فقد حدث ذلک في نهاية الفترة الأموية، حيث کانت مساجد الإسلام الأولى بغير مآذن حتى أواخر القرن 1هـ/ 7م، فقد کان النبي الکريم صلى الله عليه وسلم يصلي وأصحابه رضي الله عنهم بغير آذان إلى أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالًا أن يؤذن داعيًا للصلاة فکان يؤذن من أعلى سطح مجاور للمسجد.

تعد قمم المآذن من أهم السمات التى ميزت طرزها عمومًا ، حيث بدأت فى العصر الفاطمى بقمة على هيئة قبيبة ، وفى العصر الأيوبى حتى بدايات العصر المملوکى البحرى على هيئة المبخرة ، ثم إتخذت هيئة القطاع المخموس او ما نعرفه بشکل القلة المقلوب ، وصولًا إلى شکل القلم الرصاص فى العصر العثمانى .. وکل شکل من الأشکال السابقة إتُخذ فى عصره کنسق عام سارت عليه غالبية قمم مآذن هذا العصر .
غير أن المعمارى المسلم منذ العصر المملوکى البحرى وحتى العثمانى کان قد قرر أن يبدع فى تغيير الهيئة النمطية لهذا العنصر فإبتکر هيئة أخرى لهذه القمم ؛ فإبتکر قمة مختلفة لا تحمل رأسًا واحدة .. بل تعدتها إلى رأسين وأربع وخمس رؤوس ، فمثلت نماذج غير نمطية وسط قمم مآذن عصرها .
وتم تقسيم المآذن فى البحث تبعاً لذلک على نحو ذات الرأسين والأربع والخمسة رؤوس ، وأيضًا تحديد ما هو قائم بالفعل والدارس منها .
وسيرفق بالبحث دراسة وصفية معمارية لهذه المآذن ورمزيتها الدينية .