يعتبر فن النسيج من أقدم الفنون التي لازمت الانسان منذ العصور القديمة حيث استخدمه الانسان لسد حاجاته الضرورية ، فأضحى فن النسيج من الموروثات التي تحمل فکر وثقافة المجتمعات ، وتسجل أحداثها السياسية والاجتماعية والدينية والبيئية محافظةً عليها في صورة انتاج فنى ، ولقد مر فن النسيج بتطورات ومراحل عديدة اضافت له الکثير من الجدة في الشکل والمضمون تعبيرياً وجمالياً ووظيفياً فخرجت من الشکل المألوف التقليدي الى التعبير والابداع الحر برؤى تشکيلية معاصرة ، وفن النسجيات المرسمة أحد انواع النسيج والتي تنقل وتعبر عن الاحداث المجتمعية والموروثات بأدق التفاصيل ويحمل الکثير من المضامين الفکرية والفلسفية ، لذا توجب علينا الاهتمام به ، ومن خلال الممارسة العملية للباحثة في تدريس مقرر النسجيات اليدوية مع طلاب قسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية بجامعة أسيوط - لاحظت الباحثة أن هناک العديد من الفوائد التربوية والفنية التي يمر بها الطلاب أثناء الاستلهام وإعادة الصياغة خاصة بأسلوب التابيستري فالنسيج في تلک التجربة( الاستلهام وإعادة الصياغة) يحتاج الى تطويع العناصر التشکيلية في ضوء التقنيات والأساليب النسجية الى جانب التعرف على السمات التقنية للفنان صاحب العمل الأصلي ، يتيح ذلک أفاق جديدة للإبداع الفني في المجالات المختلفة ويزود الطالب بخلفية ثقافية عريضة کلما استطاع تکوين نسق جديدة للعناصر المستخدمة في أعمال الفنان ، فرأت الباحثة أن تتيح الفرصة أمام الطلاب وان يستفيدوا من أحد رموز المجتمع المحلى بمحافظة أسيوط وهو الفنان المصور سعد زغلول في عمل نسجيات مستلهمة من أعماله التصويرية ، والفنان سعد زغلول هو فنان تشکيلي مصور ، ولد بمحافظة أسيوط ، اهتم في أعماله بالبيئة المصرية وعُنى بالعادات والتقاليد والمناسبات المصرية ، تميزت أعماله بالقوة في التعبير والتأکيد على المضمون ، کما تميز أسلوبه باستخدام ألوان قوية وساخنة وظهرت أشخاصه کبيرة الحجم وضخمة حتى عند تجسيد الأطفال .