قامت هذه الدراسةعلى فکرةأساسية وهي أن تصميم المنظر المسرحى لايتوقف فقط عندحدود الأشکال والتکوينات المألوفة وحدها- هندسية کانت أو غير هندسية- بل يتعدى ذلک ليشمل التصميم المستلهم من اجزاءالجسم وأعضائه بحرکاته المختلفة، کالوجه والعين والأطراف ، فأجزاء جسم الانسان وحرکاته تمثل أدواتاً بصرية توصل المعاني للآخرين وتؤثرفيهم بشکل کبير، وکذلک تکمن أهميتها في قدرتهاعلى ترجمة مايدورفي خلجات النفس، وإظهاره على أعضاءالجسم الخارجية بشکل رمزى تجريدى ، فهي بذلک تشکل عاملاَ مهماَفي عملية الادراک البصرى والتلقى.
يتناول البحث دراسة ، رصد وتأمل لفکرة الاستلهام من الشکل الإنسانى ومفرداته المختلفة والغرض من تناوله منذ بداية التاريخ وعبر العصورالقديمة ، الوسطى وحتى القرن الواحد والعشرين ، ثم يتبعها دراسة وصفية وتحليلية لعدد من العروض المسرحية المعاصرة ، والتى تعتمد فى سينوغرافيتها على الاستلهام التصميمى من أجزاء الشکل الإنسانى باعتباره مفردة سينوغرافية ، ولغة بصرية ترتبط بمضامين العرض المسرحى ، أو تشکل فى ذاتها مفردة بصرية جمالية فى العرض ، وتتدرج رؤى السينوغرافيين فى تناولهم واستلهامهم من الجسم الإنسانى ، والبحث توثيق لبعض العروض المسرحية المعاصرة ، وکيفية تناول تلک المفردة من خلال تشکيل وتصميم أکثرمن مصمم مسرحى يعد الشکل الإنساني جزءاً أساسياً من تصميمهم ورؤيتهم السينوغرافية، وذلک بدراسة عدة امثلة لبعض العروض کمثال على التدرج من الوضوح التام وحتى التجريد الکامل ، ودور الشکل فى تحقيق المضمون ، وسيتم تناولها بشيء من التأصيل والعمق والتحليل باستعراض تلک العروض التي تثبت أن هناک من العروض المسرحية ما أعتمد فى سينوغرافيته على الاستلهام من الشکل الإنسانى لتحقيق مضمون العرض، ومنهم من استلهم من الشکل الإنسانى کمفردة بصرية جمالية، بعدها قدمت الباحثة عدة مقترحات تصميمية لتوضيح فکرة الاستلهام الرمزى من الشکل الإنسانى کمفردة سينوغرافية مسرحية وتحقيقه للمفاهيم البصرية المختلفة .