يُعد التراث المعماري الإسلامي مصدراً مُلهما لکل رواد ومدارس العمارة التالية له ، فقد تميزت العمارة الإسلامية بقيم جمالية متفردة ظلت خالده حتى وقتنا هذا ، وکان مُراعاة احتياجات المستخدم بما يتوافق مع معتقداته الدينية ومشاعره أحد المحرکات الأساسية لفکر المعماري المسلم في تکوين المبنى داخلياً وخارجياً ، فالعاطفة هي الشعور بالميل اتجاه شيء معين بشکل تلقائي سواء کان إحساساً جيداً أو سيئاً ، و التصميم - في المطلق - يحقق لدى الإنسان انفعال معين أو إثارة محددة (بهجة -حزن ...الخ) ، أي إنه من الممکن إثارة عاطفة الإنسان بصورة إيجابية من خلال شکل الفراغ بما يحتويه من خط و مساحة و ملمس و رمز و لوان ...الخ والعکس(22)، فإذا کان الإنسان يمارس أنشطة حياته اليومية ما بين الفراغات المختلفة سکنياً وإدارياً وتجاريةً ....الخ ، فلابد أن تًثير تلک الفراغات داخل الفرد عواطف ومشاعر معينه قد تتحکم تلک العاطفة في شکل استجابة الإنسان اتجاه الفراغ .
ومن هنا تتلخص مشکلة البحث في التساؤلات التالية: وکيف يّدرک المستعمل الفراغ من حوله؟ وکيف أثرت أعمال التصميم الداخلي الإسلامي على مشاعر وعواطف مستخدميه؟ وما هي عناصر التصميم الداخلي الإسلامي التي شکلت سلوک مستخدميه؟ وکيف يمکن الاستفادة من دراسة التصميم الداخلي الإسلامي وتأثيره على المستخدم في تصميم فراغ داخلي معاصر يلبي احتياجات مستخدميه ويوجهه سلوکهم بشکل أفضل؟
ومن هنا يهدف البحث إلى الوقوف على کيفية إدراک الفرد للفراغ من حوله، وأثر التصميم الداخلي الإسلامي على مشاعر مستخدميه، وکيف يمکن الاستفادة من الفراغ الداخلي الإسلامي لزيادة العواطف الإيجابية وذلک من خلال دراسة نماذج للتراث المعماري الإسلامي لتوجيه سلوک المستخدم من خلال تصميم عصري مواکب للعصر.