المبنى المستدام أو الصديق للبيئة، هو ذلک المبنى الذى يوجد به العديد من التطبيقات، والممارسات التى تراعى الإعتبارات البيئية فى کل أو بعض مراحل البناء، بدأ من التصميم، ثم التنفيذ، وصولا إلى التشغيل والصيانة، بالإضافة إلى تحقيق کفاءة الطاقة، إستخدام الموارد والمياه، وکذلک جودة الحياة الداخلية للمبنى، وأثر ذلک کله على البيئة المحيطة. کذلک الحرم الجامعى، والذى تتحقق إستدامته بتطبيق أفضل الممارسات داخله وخارجه أيضا، بدأ من تصميم مبانى الجامعة بما تشمله من عناصر بيئية مختلفة، مرورا بالعمل والتنسيق المشترک بين الکليات المختلفة للجامعة، والتنظيم الفعال بين الأقسام الإدارية والتنفيذية لتحقيق ذلک، وإنتهاء بالمشارکة الفعالة للجامعة بإقسامها المختلفة مع المجتمع المحلى، والعالمى أيضاً.
لذلک، الحرم الجامعي المستدام يجب أن يتوفر به العديد من التطبيقات الخاصة بخفض معدلات الإحتباس الحراري الداخلى، توفير الطاقة، ترشيد إستهلاک المياه، الوقود، والتکاليف، وغيرها من التطبيقات التى ستؤدى بمرور الوقت إلى تحسين الصحة العامة للمستخدمين، وهذا ما سينعکس بدورة على جودة العملية التعليمية والأنشطة الأخرى المتعلقة بذلک، بالإضافة على ما سيترتب عليه فى المستقبل من تأثيرات إيجابية على أداء وسلوک الطلاب، وجميع العاملين داخل الحرم الجامعى.
بمراجعة الدراسات السابقة، وجد أن هناک ثلاث محاور رئيسية يجب على الجامعة المستدامة تطبيقها وتطويرها بإستمرار، هذه المحاور تشمل کلا من الجانب الإدارى للجامعة، والمتعلق بالممارسات الإدارية المستدامة داخل الحرم الجامعى وخارجة، والتى تعزز من قيمة ومکانة الجامعة على الصعيدين المحلى والدولى، ثم دراسة جوانب المشارکة المستدامة للجامعة داخليا أو خارجيا، والتى تزيد من فرص محو أمية المجتمع بيئيا، سواء داخل الحرم الجامعى أو خارجه، بالإضافة إلى دراسة التطبيقات المعمارية البيئية المنفذة داخل الحرم الجامعى، والتى ستفيد صانعى السياسات على المستويين التشغيلى والإستراتيجى فى إتخاذ قرارات فعالة تضيف للحرم الجامعى قيمة تخطيطة ومعمارية فى الحاضر والمستقبل. لذلک فإن الهدف الرئيسي من هذا البحث، هو دراسة المحاور الثلاثة للأستدامة التعليمية، ومناقشة کافة النقاط المتعلقة بها داخل الحرم الجامعي، وعرض ما تحقق منها داخل إحدي الجامعات السعودية (جامعة القصيم - المقر الرئيسى بالمليداء) للفحص، للتحقق، وللمقارنة من أجل معرفة جوانب القوة والضعف، ومن ثم الوصول إلى أفضل الممارسات التصحيحية الواجب إتخاذها من أجل أداء وکفاءة أفضل. والخروج فى نهاية البحث بمجموعة من النتائج والتوصيات الواجب إتباعها لتحسين الأداء البيئى للجامعة لتصبح ذات حرم جامعى أکثر إيجابية وصداقة للبيئة فى المستقبل القريب.